بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الأول 2022 12:00ص زيارة كولونا: تأكيد الدور الفرنسي في الترسيم

شغور رئاسي لبناني... فعقوبات؟

حجم الخط

ليست المرة الأولى التي يخرج فيها مسؤول فرنسي بهذه اللهجة الخطابية الحادّة في زيارته للبنان تجاه المسؤولين المحليين وعبرهم تجاه القوى المعنية بالحل، لكنها أيضا ليست المرة الأولى التي يهدف فيها هذا مثل هذا الخطاب إلى تأكيد دور باريس في مستقبل البلد.

ويأتي الكلام الذي خرجت به وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، أمس، في زيارتها القصيرة ليومين للبنان، ليشكل رسالة فرنسية، لكن أيضا أوروبية وبلسان الإتحاد الأوروبي، تشدد على الدور الفرنسي الأوروبي في لبنان المُرسَّم والآمِل فتح صفحة جديدة على وقع التغيرات الاقليمية والدولية لا سيما وسط الحديث عن مرحلة تهدئة تضع حداً لأي توتير جنوباً، المعنية باريس به كونها تحتفظ بقوة عسكرية كبيرة في إطار "اليونيفيل".

الإصلاحات و"صندوق النقد الدولي"

من هنا فهي رسالة إيجابية واضحة من إدارة الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون الى لبنان، بسلطته واحزابه الفاعلة، لكنها رسالة تتطلب ما بعدها وهنا الحديث الذي لا لبس فيه حول الاصلاحات التي لطالما وعد بها لبنان والتي بقيت من دون تنفيذ.

وسمع المسؤولون كلاما لناحية استكمال البرنامج الاصلاحي والتشريعات اللازمة لتعبيد الطريق امام مفاوضات جديّة مع "صندوق النقد الدولي"، وهو السبيل لمحاولة انتشال البلد مما هو فيه.

وبذلك تكون إجابة فرنسية حول مقولة راجت في الفترة الاخيرة حول لا حاجة لبنان الى صندوق النقد مع تحول هذا البلد الى بلد نفطي، وهي مقولة تحتاج الى تدقيق فضلاً عن فاصلها الزمني البعيد في حال تأكد وجود هذه الثروة في المياه اللبنانية.

وكان حديث عن ضرورة مواجهة الشغور الرئاسي، وهو لزوم ما لا يلزم كون المجتمع الدولي الذي تحدثت باسمه الزائرة الفرنسية يعلم تماماً ان لا امكانية لانتخاب رئيس جمهورية في الموعد الدستوري، ثم انها ليست المرة الاولى التي تتحدث باريس بها حول أهمية وجود رئيس للبنان وحكومة فاعلة.

مواصفات لرئيس توافقي

لكن الشغور الرئاسي اليوم لا يشابه ما قبله فلبنان الأمس كان في استطاعته الصمود ليس على غرار اليوم مع الأزمة الاقتصادية الأكبر منذ نشأته.

هذا ما تشدد عليه باريس دوماً، لا بل ان ثمة من يحذر من موقف تصعيدي فرنسي غربي تجاه لبنان في حال الشغور ومحاسبة كل من ساهم به من دون استبعاد العقوبات سلاحا في هذه المحاسبة سيستعملها "أصدقاء لبنان" الذين لن يتهاونوا أمام شغور رئاسي كهذا، حسب متابعين للسياسة الفرنسية في لبنان والشرق الأوسط.

هنا لا تقدِّم فرنسا أسماء محددة للرئاسة وهو ما لم تناقشه الوزير الفرنسية بطبيعة الحال.

على ان أمر النقاش هذا متروك للقنوات غير المُعلنة التي تلجها الخلية الديبلوماسية الفرنسية سواء في اللقاءات التي تعقدها في فرنسا وغير فرنسا أو على صعيد سفارتها في بيروت.

هناك مواصفات فرنسية تقدمها باريس دوما تودي الى رئيس يتوافق عليه اللبنانيون لا ينتمي الى محور ما ويكون قادرا على اخراج لبنان من محنته عبر مخاطبة الخارج، وذلك بالتنسيق مع اللاعبين الحلفاء لباريس والمعنيين بالشأن اللبناني مثل السعودية على سبيل المثال لا الحصر وطبعا الولايات المتحدة الاميركية الراعية لأي دور فرنسي والمانعة له إذا أرادت.

في كل الأحوال سيكون الاستقرار السياسي في لبنان والمنطقة مفتاح الخروج من هذه المحنة اللبنانية، هذه رؤية باريس مثلما هي رؤية الآخرين ومنهم أخصام فرنسا المفترضين (السابقين؟) على الساحة اللبنانية.

على ان الثغرة المستمرة في السياسة الفرنسية ومثلها تلك الغربية، تستمر في موضوع النازحين السوريين حيث لا تبدل في موقف باريس بربط العودة بالحل السياسي في سوريا مع تقديم وعود بزيادة المعونات، وهو الأمر الذي تعلم باريس تماما أنه لا يجترح الحل للبنان على صعيد هذا العبء الثقيل.

هذا مع العلم بأن فرنسا تخشى، كغيرها في أوروبا، من "غزو" للنازحين لأراضيها في حال عدم التوصل الى حل لهم، ولذلك تخشى فرنسا دوماً على استقرار لبنان كونه يؤدي بما يؤدي إليه إلى هجرة غير مرغوبة للنازحين نحو المجتمع الأوروبي.