بسم الله الرحمن الرحيم
(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) صدق الله العظيم.
فقدت بيروت المحروسة اليوم بكل مناطقها وقلبها منطقة عائشة بكار، وفَقدَ لبنان الوطن بكل محافظاته وقلبه الجنوب المحرر مناضلا استجمع في شخصه وحياته كل مواصفات النضال البيروتي، اللبناني، العربي، الناصري عرفته كل هذه الساحات شابا وهب نفسه وعمرة وإمكانياته وعائلته إلى ميادين الكفاح والنضال، كان مقداما صلبا في سني كفاحه الطلابي الثانوي والجامعي وكان قائدا شعبيا يتقدم صفوف المتظاهرين دعما لقضايا أمته العربية وفي مقدمتها فلسطين والكفاح الفلسطيني ومنظماته والقضايا الوطنية اللبنانية، وكان قائدا ومؤسسا إلى جانب إخوانه في قيادة هيئة الإسعاف الشعبي بنشاطاتها المتنوعة الصحية والاجتماعية والإنقاذية، وكان إشرافه المباشر على أحد أبرز مستوصفات الإسعاف واسبقها نشاطا مستوصف الزيدانية وتأسيس نادي جمال عبد الناصر العام 1974, وكانا النادي والمستوصف منارتان ساطعتان في أرجاء بيروت في القضايا الطبية والصحية، وفي قضايا الثقافة عبر الندوات والمحاضرات التي استضاف النادي كبارا من المحاضرين في الشؤون الثقافية والتعليمية والطلابية والدينية، وكان الإنجاز الأكبر للراحل الكبير سمير كنيعو قيادته المباشرة واليومية لجهاز الدفاع المدني الشعبي وتأهيل وتدريب إخوانه من عناصر الدفاع المدني عبر مئات دورات التدريب من شباب الأحياء والفتيات فاستبق في أعماله الإسعافية والإنقاذية وسيارات الإسعاف المتنقلة في خدماتها منذ انطلاقة الرصاصة الأولى في الحرب الأهلية اللبنانية في ساحات بيروت ومناطقها وساحات وميادين ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب والبقاع والشمال والجبل.
استبق جمعيات الدفاع والإسعاف وإطفاء الحرائق الرسمية والأهلية، كان أشبه بغرفة عمليات حاضرة طوال 24/24 لم يعرف الملل ولا الكلل ولا التعب كان رائده السرعة في تقديم الخدمات وخاصة للمرضى وتأمين نقلهم إلى أي مكان أو منطقة ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وكان نموذجا فريدا للتعايش مع اخوانه المناضلين وفاء وتواضعا وتوجيهات وإرشادا، وكان محبا الجميع دون تمييز وقد أحبه الجميع والتفوا حوله وكان قدوة صالحة لهم.
كان مناضلا مثقفا وقيادة واعية وكان قدوة في الالتزام التنظيمي في صفوف اتحاد قوى الشعب العامل التنظيم الناصري وفي المؤتمر الشعبي ومؤسساته ولقياداته وكان السيرة الحسنة والسمعة الطيبة، كان عطاؤه لا يتوقف حتى نسي نفسه، لم يتزوج رغم رغبات إخوانه وإلحاحهم له بالزواج وإنجاب أبناء على شاكلته وفاء وهمّة وعطاء أن الراحل المميز في كفاحه ونضاله والذي لم يطمح إلى منصب أو موقع ولم. يطلب شيء لنفسه سوى العطاء ورضى الله، أنه ابن بيت وسليل. عائلة بيروتية لبنانية عربية شكّلت ركنا بارزا من أركان الإيمان العميق بالله وبالرسالات السماوية الخالدة المبرأة من التعصب الطوائفي والتمذهبي والعنصري ومن الوطنية اللبنانية المتكاملة مع الوطنيات العربية ومع الحضارة العربية، وكان والده المرحوم عبد الحفيظ كنيعو الداعم القوي له ولشقيقه توأمه منير وكان عمه الوزير محمد كنيعو ومساهماته للشباب المتعددة وخدماته الجليلة للشباب مدار حديث الأهالي، الراحل الكبير سمير كنيعو بتاريخه النضالي قد لا تنصفه كل كلماتنا ومشاعرنا وحبنا واحترامنا له ولأسرته أنه كتاب نقرأه وتتعلم منه الشاب والأجيال مناضلا بيروتيا لبنانيا عربيا، وأختم بأن فضل بيروت امتد ويمتد على غالبية الشعب اللبناني والأدباء والمثقفين والشعراء العرب وكل الذين حضنتهم وفضلها على الجميع والراحل كان شريكا لبيروت في فضائلها لما قدمة من عطاءات وخدمات، رحم الله تعالى الأخ ورفيق النضال والكفاح على مدى أكثر من نصف قرن، انه أحد أبرز مناضلي اتحاد قوى الشعب العامل التنظيم الناصري والمؤتمر الشعبي الذي تربى في صفوفه وداخل مؤسساته والتزم نهجه ومبادئه ورافق نضالات قياداته وعلى رأسهم رئيس التنظيم المناضل الأخ كمال شاتيلا أطال الله عمره.
رحمك الله ايها الراحل عنا الباقي بيننا وبين اخوانك في سجل المناضلين الخالدين وفي جنات الخلود عند رب رحيم.