بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 أيار 2018 01:10ص سهيل... السهل الممتنع!

حجم الخط
غاب سهيل بوجي وغاب معه الوجه البشوش من السراي الحكومي.
لا الملفات الكثيرة، ولا مطالب الوزراء العديدة، ولا حتى الجلسات المطوّلة مع رؤساء الحكومات، استطاعت إبعاده عن الناس. ناسه كانوا البسطاء، العفويين، الصادقين والصدوقين، والبعيدين عن المجاملات واستغلال الحاجات.
كانت أسعد أوقاته عندما يلتقي مع قدامى الكشاف المسلم في العشاء السنوي الذي كان يحرص على الإشراف على تنظيمه، ويستعيد معهم ذكريات البدايات السعيدة، ويبادلهم أحاديث الطرائف والمزحات بقلوب صافية، وكأنهم عادوا في لحظات إلى تلك الأيام العزيزة على قلوبهم.
هذه الصورة الإنسانية للراحل الكبير عززت شخصيته الإدارية والقانونية الفذة، التي جعلت منه المرجع الأول في حل الإشكالات التي تعترض سبل تنفيذ القوانين في الوزارات والإدارات العامة، حيث كان الرؤساء والوزراء يحيلون إليه الملفات الصعبة والأكثر تعقيداً، وينتظرون الحلول المناسبة لها من مكتب الأمين العام لمجلس الوزراء.
كان صانع القرارات بامتياز، ومهندس المواقف والمواجهات دفاعاً عن الدولة والدستور وميثاق الطائف، لا يخشى في خياراته الوطنية، وفي تمسكه بالقانون نصاً وروحاً لومة لائم. وعندما تعرّض للتهجمات من بعض السياسيين، حافظ على رباطة جأشه، وتجاهل غبار المنتقدين، واستمر في مسيرته بخطى الواثق بربه وبعلمه.
سهيل .. كان السهل الممتنع!