بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 كانون الثاني 2019 12:27ص سيبقى صوتك مدوياً في بيروت

حجم الخط
في أيامه الأخيرة كان يتصرف وكأنه في سباق مع قدره.  كان يريد أن يحقق في أسابيع وأشهر ما عجزت الدولة، وأجيال من السياسيين على تحقيقه.
في أيامه الأخيرة، خرج عن هدوء القاضي المتقاعد، ولبس ثوب الثائر المتمرد على الغبن والتهميش والإهمال الذي تعاني منه بيروت وأهلها.
 في أيامه الأخيرة، رفع الصوت عالياً ضد اللامبالاة والإنهزامية المظلومية التي حولت العاصمة إلى قرية كبيرة.  ودفعت شبابها إلى مجاهل البطالة، وضربت مؤسساتها بالعجز والعوز، وتردي الخدمات، إلى حد إقفال العديد من المستشفيات والمدارس. 
 في حواراتنا الطويلة في مكاتب «اللواء»، تعرفنا على الشخصية المتفجرة غضباً ورفضاً لحالات الفساد والإفساد، ولكل ما أحاق بالطبقة السياسية وزبانيتها من موبقات، ولكل ما شاب العملية الإنتخابية الأخيرة من إرتكابات وتجاوزات، إعتبرها، بخبرته القضائية الطويلة، بمثابة حيثيات واضحة لتهمة التزوير الفاضحة.
  كان يتكلم ويتصرف وكأنه حامل سيف العدالة، يريد أن يضرب به بلا هوادة رؤوس الفساد، ورموز التسلط والهيمنة على مقدرات البلاد والعباد.
  وجاءت صرخته الأخيرة لأهالي بيروت بالنزول إلى الشارع والمطالبة بحقهم المشروع بحياة كريمة وبيئة سليمة وبلدية نظيفة، بمثابة كلمة الوداع للمدينة وأهلها الذين لم يتردد يوماً في الدفاع عن حقوقهم وكرامتهم، ومعالجة أوجاعهم، حتى الرمق الأخير.
  عهدنا لك وأنت في دنيا الحق يا أبا محمود، بأن صرختك لن تذهب في وادٍ.  وصوتك سيبقى مدوياً لرفع الظلم عن بيروت، ونهجك سيكون ملهماً للشباب العاملين على رفع رايات الحق والعدالة والكرامة للبيارتة. 

@ssalam75