لنفترض أن هناك خطّة لإعادة تصميم علبة سجائر «سيدرز» (إنتاج محلي لبناني بواسطة إدارة حصر التبغ والتنباك في لبنان «الريجي»)، فمن باب الواقع السياسي اللبناني:
وزارة الإعلام سوف تُطبّل وتُزمّر لهذه الخطوة الإبداعيّة الرائدة.
وسوف تفرض وزارة الصحّة طباعة تحذير على علب السجائر بأن التدخين قاتل ومُضرّ بالصحّة.
وزارة البيئة تتضامن مع وزارة الصحّة، وتستعرض مخاطر التدخين على البيئة.
بدورهما، وزارة التربية ووزارة الشباب تؤيدان التحذير، وتبيّنان مخاطر التدخين للطلاب والشباب.
من ناحيتها، سوف تمتعض وزارة المال مما سبق وتعتبره انتقاصاً لموارد الخزينة.
وحتماً فإن وزارة الاقتصاد تُساند وزارة المالية حتى نهاية المطاف.
وستخشى وزارة الزراعة تراجع زراعة التبغ في حال مكافحة التدخين.
وزارة الداخليّة ستحارب التهريب لزيادة مبيعات ومدخول الريجي.
وبتوصية من الرؤساء الثلاث ستبادر وزارة العدل إلى دراسة ميثاقيّة القرار!
في حين أن وزارة الخارجية سوف تستشير دول العالم ومجلس الأمن بهذا الأمر، أسوة بأي قضيّة لبنانيّة!
أمّا بقيّة الوزارات «فتنأى بنفسها» عن الموضوع برمّته!