بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيار 2022 12:07ص شباب الأمّة.. قيادات التغيير

حجم الخط
تقيم المراكز الثقافية والأدبية والسياسية والفكرية والإجتماعية بين الحين والآخر محاضرات وندوات ومؤتمرات حول مواضيع مهمة جداً تخصّ الوطن والأمة بكل نواحي الحياة فيهما، تطرح من خلالها المشاكل والحلول التي تتعلق بالحاضر والمستقبل، مع الإستفادة بشكل أم بآخر من تجارب الماضي القريب والبعيد، اللبنانية منها والعربية، وان ما يصدر عنها من توصيات ورؤى لا شك بأنها مفيدة وصالحة لحد بعيد لإعتمادها في البناء والنهوض.
من هذا الواقع الذي نشاهده ونسمع ونقرأ عنه يدعونا للقيام بمهمات ملحّة لأمور لا بد من اعتمادها كي نصل الى الأكثر واقعية وجديّة وعلمية تساعد في عملية الإصلاح والتغيير والتقدّم وخاصة ان المحاضرين والمنتدين والمشاركين هم من أجيال الستينات والسبعينات وطبعاً ممن لديهم الخبرة والتجارب، إلا ان الأمر يستلزم المشاركة الفعلية للشباب (الإناث والذكور) في كل ذلك، حيث انهم لا شك يعبّرون عن الواقع بشكل دقيق، من خلال مناقشاتهم واقتراحاتهم وبما اكتسبوه من علم جامعي وغيره ومن تجارب لشعوب العالم.
وهنا يطرح السؤال التالي: كيف يمكن إشراك الشباب في كل ما تقدّم؟؟؟
أولاً: على جميع الأحزاب تغيير قيادتها لتمثيل الشباب (الإناث والذكور) بصورة إرادية أو إجبارية بواسطة الورقة في صندوق الانتخاب وليس بالتعيين، كما لا بد من إعادة النظر بتوجهاتها وآليات التنفيذ.
ثانياً: على جميع المراكز الثقافية والأدبية والفكرية والإجتماعية العمل على إفساح المجال للشباب في هيئاتها وفي برامجها وفي آليات التنفيذ والتشبيك مع بعضها البعض بينها وبين الفئات الشعبية.
ثالثاً: لتأخذ الجامعات دورها الحقيقي في التنمية المستدامة ورفد الوطن بشباب يتمتع بثقافة المواطنة وإرادة التغيير، وببرامج حديثة يضعها مع الأساتذة ويشكّل بذلك الكتلة التاريخية الوطنية والقومية كل بحسب اختصاصه للتغيير نحو النهوض المطلوب.
وهذا لا يحصل إلّا بيقظة ضمير سريعة وشاملة عند كل مواطن لبناني وعربي على أرض لبنان والأرض العربية، وهذه مهمة سياسية للجامعات وأساتذتها وطلابها، وأن يعرف المواطن كيف يمارس الحرية ويستعملها باعتبارها ضرورة وبدونها تنعدم الحياة لأنها الأساس.
ولا بد لإفساح المجال لكل الزهرات في الأمة أن تتفتح كما قال ماو تسي تونغ، فالبقدر ما يعطي المواطن العربي لوطنه من دعم الحياة يعيش هذا الوطن، ويستمر وينمو، فلا يجوز تعطيل جهود المواطنين وقدراتهم، حيث إذا توقف العطاء توقف الوطن عن البقاء، كما قال المغفور له دولة الرئيس تقي الدين الصلح.
ونؤكد أخيراً ان كل من يحرم المواطن اللبناني والعربي فرصة المشاركة في البناء إنما يكون مخرّباً لوطنه ولأمته.
نثمّن عالياً ما يقوم به المؤتمر القومي العربي الذي ينظم سنوياً مخيماً عربياً للشباب منذ عام 1991 لمناقشة شؤون وشجون الأمة، ومشروعها الحضاري ودورهم في ذلك، آملين أن تحذو الهيئات والمنظمات والجمعيات والأحزاب والمراكز والجامعات في كل دولة عربية وبينها وبين مثيلاتها في هذه الدول على الصعد الثنائية والثلاثية وأكثر لما فيها من فائدة لتوحيد الأفكار والتعاون في كل المجالات.
سنبقى مؤمنين بالثورة داخل التراث ومن أجله على أيدي شباب الأمة.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب