بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 نيسان 2020 12:00ص شكرا كورونا لانتصارك على الصراعات والحروب في العالم

حجم الخط
ماذا بعد كورونا في حال قدّر الله نهاية هذا الوباء؟، ما هي المتغيّرات التي ستشهدها الدول؟، هل ستتغيّر جهود الدول إلى صناعات تفيد البشر؟

ما نسمعه على شاشات التلفزة من الآلام التي تعيشها الدول المتطوّرة خاصة الولايات المتحدة الأميركية،  وأوروبا والنقص الحاد في الأجهزة الطبية الضرورية، والنتائج المأساوية التي أدّت لوفاة عشرات الآلاف من المواطنين وكذلك من الأطباء  سيؤدي باعتقادي إلى تغيير نظرة أصحاب القرار في هذه الدول الى المستقبل، لتوجيه استثماراتها أكثر في قطاع الصحة بدل القطاع العسكري. ها هي الأمم المتحدة تدعو إلى وقف الحروب في كل الدول المتنازعة خوفاً من تفشي الوباء، بعد أن طلب الأمين العام السيد غوتيرتش قبل حوالى الأسبوع وقفاً فورياً لإطلاف النار على الصعيد العالمي. هذه الحروب المكلفة المموّلة من الدول الكبرى وحيتان السلاح والصناعات العسكرية، ستجعلها تُعيد حساباتها في وقف تشجيع الاستمرار بتمويل النزاعات العبثية التي أدّت إلى تشرد الملايين في بقاع الأرض وكساد الإقتصاد العالمي. هل كنّا فعلاً بحاجة لكورونا لتجعل التحالف العربي بقيادة السعودية يعلن هدنة 15 يوماً في اليمن لوقف النار استجابة للجهود الأممية؟، ألم نكن كعرب نستطيع وقف هذه النزاعات التي بدأت لستة أشهر واستمرّت 5 سنين دون أي أفق للنهاية. وهل إيران ستوقف دعم الحوثيين؟! هل ستتوقّف الحرب في ليبيا والعراق وغيرها من الدول كلياّ؟

ها هي القوّات الأميركية تسحب العديد من قواتها من قواعد عسكرية عراقية خوفا من تفشي الوباء، وكذلك العديد من القوات الدولية. فحاجة هذه الدول الآن لجيوشها لمساعدة شعوبها  للعيش أصبحت من الأولويات.

نجحت كورونا فعلا في ما أخفقت فيه دول لوقف هذه الحروب، وأثرها السلبي على الصناعة والزراعة والإقتصاد والفقر وتشرد الإنسان .

فمن غير المقبول، وبعد كل هذا التطوّر في عصرنا أن نرى ملايين البشر مشردين تائهين وأطفال تموت من الجوع، شكراً لوباء كورونا لهذا الدرس الذي  لن ينساه أبداً الطغاة، وحيتان السلاح،  وآمل أنّه سيحّول اهتمامهم أكثر لحياة البشر، والقضايا الإنسانية كالتضامن لمواجهة البؤس والتخلف عن طريق زرع السلام العالمي والعدالة الاجتماعية.