بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 نيسان 2022 12:15ص صرخة من أجل لبنان

حجم الخط
أسئلة يردّدها أغلب اللبنانيين سرّا وهم يعلمون أنها باتت من المستحيلات لكنهم يواسون أمراضهم وبلواهم التي ابتليوا بها بهذه المنظومة الحاكمة التي أوصلت البلاد والعباد الى أسوأ وأقبح ما هو كائن، والسؤال الأول هو: هل يمكن أن يكون مستقبل البلاد ما بعد الانتخابات غير الحاضر القائم بكل قباحاته وانهياراته ونهب أمواله وسرقاته، ومئات مئات المصائب والبلايا التي تجسّدت بالمجاعة وحجز أموال المواطنين المودعين، وغياب الكهرباء وترك الأزلام والمحاسيب السيطرة على المولدات الكهربائية بفرض ثلاثة ملايين ل.ل. شهريا والمواطن يتقاضى أقل من مليونين ل.ل.؟! والمسؤولون كأنهم أعجاز نخل خاوية فشلوا في إصلاح أي شيء ونجحوا في هدم مقومات وطن جميل في كل شيء ولم تلمس منهم أية مبادرة لمكافحة الغلاء الفاحش في كل أنواع المأكل والمشرب والملبس ووسائل النقل. ووصل الأمر إلى رغيف الخبز ولقمة العيش فضلا عن إخفاء الدواء وارتفاع أسعاره بشكل جنوني وكافر، وبات المواطن اللبناني ومن يعيش معه في كنف هذا الوطن من أخوة فلسطينيين وسوريين ومصريين وحتى بشر من جنسيات أجنبية مختلفة، يعانون ذات الأوجاع.
والسؤال الآخر هل تكون هذه الانتخابات نزيهة وديمقراطية وتوصل لبنان الى بر الأمان أم أن مصيره تقرّر جهنم وبئس المصير؟! ولبنان الوطن الذي يطمح أن يكون سيدا حرّا مستقلا يتفاعل مع أخوانه العرب دولا وشعبا ممن هم حريصون على أوطانهم العربية التي يكون رائدها تحرير كل شبر عربي محتل من الصهيونية والاستعمار والعمل. من أجل تضامن عربي فعّال تتكامل فيه الوطنيات والامكانيات وعوامل الدفاع القومي لرد الأعداء وحفظ الأوطان وتوفير الأمن والأمان والعيش الرغيد للمواطنين وأن يبقى لبنان الوطن محتفظا بأفضل العلاقات مع دول العالم الصديقة للبنان ويقوم بدوره الإنساني والثقافي على أكمل وجه ويقف معه في محنته المأساوية التي تكاد تطيح به كيانا وشعبا، وعندها يخسر اللبنانيون وطنهم كما حصل لأوطان سابقة لم تحسن المحافظة على نفسها.
ما هو قائم في لبنان حاليا ضجيج انتخابي خطير راح يتجاوز كل الحدود والضوابط التي تحفظ أمن البلاد بمعناه الشامل وترفع من شأن العباد، حرية وكرامة وعزّة، مرشّحي هذه المنظومة يتسابقون فيما بينهم ومع خصومهم نحو الهاوية دون أدنى أعتبار لبقاء وطن وحياة شعب، وسيادة دولة، وتقوية جيش الوطن وقوى الأمن والشرطة وتغييب العدالة وقضاء بات في مهب الريح أضاعوا دوره، وهيبته وجعلوه جهازا تابعا لأجهزتهم ومصالحهم ومعاديا للمواطنين، ورئاسات ثلاث باتت منزوعة الثقة من غالبية المواطنين الذين قالوا بصوت واحد: كلهن يعني كلهن، انتخاباتكم باتت ممرات لرشق الاتهامات والسباب والتخوين تقولون هذا الفريق أميركي والآخر روسي والثالث إيراني والرابع تركي والخامس كردي، وسوف نسمع عن الأفغاني والباكستاني إلّا الوطن اللبناني ليس له أحد الكل ينهش به والكل يعمل لتوزيعه جوائز ترضية لدول كلها طامعة بلبنان الوطن واستخدام مواطنيه لمآربهم ولنفوذهم ولمليشياتهم بإستثناء الشعب اللبناني الفقير لكنه الأصيل في وطنيته والحريص على هويته العربية ومحيطه واخوانه العرب وهم من جلدة واحدة ومن منبت واحد، مسلمين ومسيحيين، وجهتهم الدينية واحدة القدس عاصمة السماء ومولد أنبيائه موسى وميلاد عيسى ومسرى محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
لا لن يكون مستقبل البلاد بعد انتخاباتكم مختلفا عن حاضركم الفاشل والسيئ، سوف تشهد البلاد مزيدا من الفوضى الهدّامة وربما إعادة الصراعات الدموية وكل أفعالكم تؤدي إلى اضمحلال وطن فلا تداول للسلطة ولا للسلطات بهمّتكم بل تأييد لمواقعكم لا تغادروها ويتوارثها الأبناء والبنات والأصهرة وأبناء الأخ أو الأخت وباقي الأقرباء، ولتذهب باقي الكفاءات والمتعلمين وأهل الثقافة والأخلاق الى الجحيم وبئس المصير. تتحدثون عن الديمقراطية وزرعتم بها كل الشوائب وفصّلتم قوانين الانتخابات على قياسكم وقياس مصالحكم وأوجدتم وزراء ونواب لكم وليس للوطن ومارستم الاحتكار في موقع الرئاسات الأولى والثانية والثالثة، كفاكم تدميرا لهذا الوطن الجميل، حلّوا عن سماه، دعوا الوطن لأهله، لأبنائه، لمصيره حتى يقوم من جديد ويأخذ مكانه المرموق والجليل والرائد.
نستصرخكم جميعا بكل المعاني الوطنية، ومن أجل لبنان الوطن هذا الذي تغنّى به الشعراء بجماله، وفضائله، وكرم شعبه وحسن ضيافته فكان عند إيليا أبو ماضي وطن النجوم وعند أمين الريحاني الذي يسألكم على الدوام، هناك لنا وطن على شاطئ البحر المتوسط يستحق أن يكون من أحسن الأوطان وبإمكانكم مساعدته، وهو وطن الرسالة، وملتقى الأديان. وهو وطن الرسالات السماوية الخالدة انه بأمسّ الحاجة الى قيادات فاعلة لا منفعلة، مستقلة لا تابعة، لبنانها أولا لا آخرا، انه بحاجة لحكمة الحكماء لا لجنون المجانين، ولو حكمة بالتجزئة خير من الجنون بالجملة، وعليه نرى التالي:
١- أوقفوا سياسات التخوين المتبادلة فيما بينكم والسباب والشتائم وازدراء بعضكم بعضا.
٢- تخلّوا عن التحشد الطائفي والمذهبي والعنصري والجهوي وزرع الكراهية بين الشعب اللبناني ومكوناته واهجروا كهوف القسمة والفرقة والفتن.
٣- فكّروا باحتياجات الشعب وجوعه وأعيدوا له أمواله المنهوبة.. وحبة الدواء والكهرباء والمياه وكل سبل الحياة..
٤- عالجوا أزمات الغلاء الوقود.
٥- أوقفوا احتكاركم للسلطة وللسلطات والرئاسات، فالتجربة السابقة التي ما زالت قائمة انتجت خرابا ودمارا وجهنم وبئس المصير والوطن بات على شفير الزوال، عندها لا يفيد الندم ولا البكاء، كما لم يفيد بكاء الأندلسيين عندما تحوّلوا من قيادة عبد الرحمن الداخل الكبير فاتح الأندلس لثمانية قرون إلى أمراء الطوائف. فاعتبروا ومن اعتبر بغيره ظفر.