رحل القائد العروبي إبن حركة القوميين العرب زميلنا في التنظيم والنضال، وزميلنا في حمل رسالة المحاماة، مجاهداً في تدريس الدستور والقانون، وفي الممارسة اليومية لإحقاق الحق، ونصرة المظلوم، وسيادة حكم القانون، وتوفير العدالة، مؤمناً بأن لا دولة بدون قضاء مستقل ليس في لبنان فحسب بل على إمتداد الأرض العربية من المحيط الى الخليج.
راحلنا الكبير كان ذا باع في السياسة والوطنية، بنزاهة وشفافية في خدمة أمته العربية، عرفناه دمث الأخلاق، مبسوط اليد، مهيباً في تواضع، سمحاً في حزم، سلك طريق النجاح والارتقاء، قمة في الوفاء، صلب الإرادة، وسيّد الفكرة، لم يكره أحد طيلة حياته سوى الأعداء المحتلين لأرضنا العربية في فلسطين، والظالمين والمستبدّين والخونة.
رزق الله الراحل الكبير الهدى والتقى والعفاف، وصفاء القلب، فهو من أهل النفوس الطاهرة، عاش وعلى مُحياه سِمَة الإصرار لنهوض الأمة وإنتصارها.
فهو المثل والمثال، والصادم لكل الشخصانيين العاملين لمصالحهم، الذين هم متقوقعون لذاتهم، يرفضون توحيد الصفوف والبرامج، خاطفوا الشعارات، مغرورون بأشخاصهم، هذا السلوك الذي يقف بوجه النهضة الوطنية والقومية فكان الراحل الكبير يعتبر كل ذلك داءٌ يجب معالجته، والافساح في المجال للقوى الشابة كي تأخذ دورها في إنقاذ الأمة.
إحترمه زملاؤه وأحبّوه، وتبادل الحب معهم حيث شكّل مدرسة في الصدق والاخلاص والأمانة والوفاء والأخلاق والتواضع، مدرسة لن نتخلّى عنها لمتابعة بناء الأجيال التي تشكّل مستقبل الأمة.
تغمّدك الله بواسع رحمته مع الصدّيقين الأبرار، سنبقى والسيدة سلمى وخالد وباسل ومايا وأنت معنا روحاً وفكراً ونضالاً.
* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب