بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الثاني 2021 12:01ص صلاح بكري .. ستبقى شعلتك متوقّدة

الراحل صلاح بكري الراحل صلاح بكري
حجم الخط
لم يتردد يوماً في خوض المعارك العسكرية منها والسياسية، لأنه كان يعتبر نفسه مشروع شهيد على مذبح الوطن والقضية الفلسطينية، ولكنه لم يكن يُقيم حساباً للمرض، ولو كان خبيثاً مثل الكورونا، لأنه كان لا يخطر بباله أنه سيفارق هذه الدنيا على فراش المرض، وليس في ساحات الوغى.

بدأ مشواره النضالي باكراً من مقاعد الجامعة مواكباً إنطلاقة حركة فتح في غرّة ١٩٦٥ ، وصادق القادة المؤسسين من أبوعمار إلى أبوجهاد وأبوإياد ورعيلهم، وكان في مقدمة حملة الشعلة النضالية من أجل فلسطين، وحماية لأخوة الدم بين اللبنانيين والفلسطيين.

كان متحمساً لحركات التحرر العربي، وخاصة في مرحلة إندلاع موجات «الربيع العربي»، ولكن حسرته كانت كبيرة بعدما تحول الربيع العربي إلى مرتع لصراع الدول الإقليمية والدولية، وبات ساحة لمنظمي «الفوضى الخلاقة».

أصبح قليل الكلام بعد الخيبات الكبيرة. ولكن عندما يتكلم يضع النقاط فوق حروفها الصحيحة، بصراحة وحسم، لا تترك مجالاً للأخذ والرد، ولا تفسح مجالاً لأهل التنظير والفلسفات الواهية، أمام صاحب تجربة واقعية ومديدة في المسيرة النضالية.

صلاح بكري خسرتك الأمة مناضلاً، وخسرناك صديقاً وفياً، مخلصاً وصادقاً، ولكن شعلتك ستبقى متوقّدة، وذكراك ستبقى شمعة مضيئة في ظلام هذا الزمن الرديء.