بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 آذار 2018 12:28ص طرح عون للإستراتيجية الدفاعية مجرّد «فكرة مستأخرة»

لا عودة إلى طاولة الحوار ولا توقُّعات قبل الإنتخابات

حجم الخط
لم يكن عبثاً ان يعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امام منسقة الأمم المتحدة بيرنيل داهل كارديل خلال استقباله لها منذ أيام ان موضوع الاستراتيجية الدفاعية الوطنية يبحث بين القيادات اللبنانية بعد إنجاز الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة الجديدة. فالرئيس عون اثار نقطة تبعث  على الارتياح امام المجتمع الدولي والدول المانحة عشية مؤتمرات الدعم للبنان.
هو ليس بموقف جديد للرئيس عون الذي سبق له ان أشار إلى الموضوع في مناسبات متعددة. فما قد تفرزه الانتخابات من واقع ما، وما قد تحمله الحكومة الجديدة يكونان فكرة عن كيفية طرح الموضوع مجدداً بعدما استعصى الأمر على طاولة حوار بعبدا بفعل عدّة عوامل.
وتؤكد مصادر سياسية ان آلية بحث هذا الملف غير محددة، وقد تحدد في حينه بعدما يُصار إلى دراسة توجهات القوى السياسية ومدى تجاوبها في مناقشته.
ولا تجزم هذه المصادر بإمكانية العودة إلى طاولة الحوار، ومعلوم ان فكرة الطاولة لا يستسيغها الرئيس عون، مشيرة إلى ان طرح الأمر على مجلس الوزراء غير محسوم أو مؤكد أيضاً. اما في ما خص احتمال عقد لقاءات ثنائية أو ثلاثية لهذه الغاية، فقد يكون فكرة معقولة لكنها ليست نهائية خصوصاً ان الآلية غير مبتوت بها ولم تخضع للدراسة ولن تخضع الا بعد التفرغ من الانتخابات.
وتُشير إلى ان شكل البحث من خلال اللجوء إلى أي خيار من هؤلاء، ليس مهماً بقدر الولوج إلى  فتح طاقة للتحاور بشأن ملف الاستراتيجية الدفاعية.
وتتحدث المصادر من واقع مختلف يحيط بهذا الملف، والمقصود بذلك من الجانب الإقليمي المؤثر، من شأنه ان يفرض تعاطياً مغايراً، مذكرة بأن المناخ السياسي غير الملائم منذ قيام الحوارات لم يوصل بالاستراتيجية إلى أي مكان، وبقيت المناقشات من دون نتيجة.
وتقول ان الرئيس عون، ملتزم ببحث الأمر، مشيرة إلى انه كان أوّل قطب من الأقطاب بادر إلى تقديم تصوره إلى طاولة حوار بعبدا في العام 2008 عندما كان رئيساً لتكتل التغيير والإصلاح مقترحاً وقتها الاستحصال على شبكة دفاع جوي لحماية لبنان وتعميم المقاومة الشعبية المسلحة على سائر المناطق اللبنانية من الجنوب إلى الشمال.
ولا تحبذ المصادر الدخول في توقعات عمّا إذا كان الرئيس عون سيكرر موقفه عند النقاش الجديد، فالأمر متروك لرئيس الجمهورية في هذا السياق وللمسار السياسي. وتُشير إلى انه من المبكر إشاعة أجواء معينة أو اجراء اتصالات حتى وان كانت بهدف جس «النبض»، لافتة إلى ان الفكرة موجودة لكنها «مستأخرة»، ولذلك بقيت في إطار الطرح المبدئي.
وتتوقف المصادر عند بروز إنجازات للجيش اللبناني والتي تضاف كورقة مهمة للبحث خصوصاً انها كانت موضع اشادة جميع القيادات في لبنان.
وتعود المصادر لتؤكد ان التركيز منصب على موضوع الانتخابات النيابية ومن بعده، كلام عن الآلية والتوقيت من دون إغفال الملف الحكومي الذي لن يكون سهلاً.