ليس أمراً مستغرباً عندما يطفح الكيل بين يدي المواطن او المواطنة تراه يلقي ما بيديه غضبا واستياء إما تحت قدميه إن كان من الشيء القابل للكسر أو في سلة القمامة،ويشعر أنه تجاه الخلل الخطير لما كان بين يديه مهما كان نوعه أن يخلص منه فلا طائل منه ومن استخداماته ويبحث عن وسيلة جديدة خالية من الخلل وإعاقة الاعمال، هذا في الاشياء، أما عندما يطفح الكيل في الوطن ولدى المواطنين ولم يعد واقع الحال مقبولا ومرفوضا جملة وتفصيلا هو وصانعيه والمسببين في حدوثه والمستفيدين هم وحاشيتهم وأزلامهم هذا هو حال الشعب اللبناني بأغلبيته الساحقة مع السلطة المتحكمة بالبلاد والعباد التي زرعت فيها كل أنواع الفساد والافساد حتى اصبح لبنان على كل لسان الدول كبيرها وصغيرها وفي وسائل الإعلام ينبه ويحذر المتحكمين من زوال البلاد واضمحلالها ويطالبهم بالاصلاح، والسلطة المتحكمة ماضية في فسادها ومصالحها غير عابئة بكل ماجرى ويجري وتحولت بمجموعها إلى مشاكل وأزمات في البلاد يصعب حلها والناس كل الناس اللبنانيون ومن هم مقيمون في لبنان بمتابعة ما قد يجري ويُخطط للبلاد وهو الأكثر سوءًا وسواداً.
فقد المواطنون الثقة بمجموع السلطة حكماً وحكومات ووزارات ونواباً ومؤسسات وادارات،وفقدان الثقة بأي تغيير أو إصلاح أو تطوير، وطال فقدان الثقة الشخصيات التي تربعت على حكم البلاد والاحزاب ، وباتت الهجرة للخارج هي السبيل الوحيد طلباً لحفظ الحياة والعيش بسلام وحفظ الكرامات وحقوق الانسان بكل ما اوجبته شرائع السماء وأملته مواثيق وقوانين وإعلانات عقول البشر انتصارا لحق الإنسان في حياة حرة كريمة ووطن عزيز سيد حر يوفر الأمن و الامان له ولمواطنيه.
طفح الكيل بظلم الحاكمين وفجورهم ونهب خزينته وسرقة أمواله وأموال المودعين في البنوك وافقار البلاد . طفح الكيل في السيطرة على مواقع البلاد الرسمية والإدارات للمتحكمين وعائلاتهم ومحازبيهم دون بقية خلق الله من أبناء الوطن .طفح الكيل في التعليم ومنح شهادات مزورة ومنها شهادة الدكتوراه وإدخال حاملها إلى القطاع التعليمي برواتب عالية، طفح الكيل من النزوح غير البريء إلى العاصمة وترييفها وإضعاف دورها كعاصمة للعلم والثقافة وملتقى الحضارات ولقاءات لشعوب كثيرة. طفح الكيل من تحويلها إلى مستودعات لمواد متفجرة انفجرت أو جرى تفجيرها وأودت بموت 200 مواطن وآلاف الجرحى وهدم منازل ومتاجر،وعرقلة التحقيق القضائي بشأنها، طفح الكيل من كل شيء قامت وتقوم به السلطة المتحكمة التي أوصلت البلاد الى المجاعة والفقر والعوز والذل والمهانة والالتفات فقط إلى مصالحها على حساب مصالح الوطن والمواطنين،ورغم كل ما هو حاصل في البلاد وعلى عموم اللبنانيين ترى الطبقة الحاكمة تتصارع في ما بينها على المناصب والمراكز وعلى السلطة والنفوذ والاستئثار غير عابئة بالأخطار الفادحة بالوطن والمواطنين الذين يفتقدون الغذاء والكساء والمياه والكهرباء، والغلاء الفاحش المفضي إلى أبشع مجاعة عرفها لبنان والسؤال إلى اين ؟!
تهب على لبنان مشاريع اكبر من حجمه ومن دوره وامكانياته وكلٌّ من القوى اللبنانية المتنازعة يريده على شاكلته ورغباته وتحالفاته، وآن الاوان أن يلتفت الجميع رغم اختلاف توجهاتهم وعلاقاتهم وتحالفاتهم إلى القاسم المشترك الذي ينقذ لبنان من الانهيار الشامل المالي والاقتصادي والاجتماعي والصحي قبل فوات الاوان ويربح اللبنانيون وطنهم ويعيدون بناءه وحفظه وديمومته وطنا لجميع اللبنانيين قبل خسارته أو تفكيك دولته المميزة في محيطه العربي والعالمي، ولينتصر اللبنانيون جميعا للبنان الواحد الموحد بشعبه أرضا وشعبا ومؤسسات، لقد انجز اللبنانيون للبنان والمنطقة والعالم انجازات هامة في مختلف نواحي الحياة ونموذجا إنسانيا فريدا في التعايش والديانات ومع كل طوائف ومهاجرين اليه ونازحين ولاجئين في بوتقة حياة كريمة، كما اعطى في الزمن الحاضر أعظم إنجاز وطني التف حوله وعظّمه كل اللبنانيين على اختلاف توجهاتهم وهو تحرير الوطن من المعتدين المحتلين الصهاينة،هذا الانجاز الوطني والعربي ودون قيد او شرط علينا أن نحفظه ولا نتركه يضيع في اختلافات داخلية وهذه مسؤولية وطنية وأمانة في أعناق الجميع،
إن قوة لبنان بوحدة شعبه وقوة جيشه الوطني وبمقاومته وعلى اللبنانيين جميعا تحمُّل هذه المسؤولية الوطنية العليا وإحباط الفتن وعدم تمريرها لتفعل فعلها الخبيث الذي يعمل له العدو الوجودي إسرائيل وعدم عرقلة المساعي الوطنية والتعطيل لدور الدولة ومؤسساتها وعيش المواطنين وحياتهم وأمنهم.
حمى الله لبنان من نزاعات وصراعات أهله وأبنائه، فالفوضى السائدة الآن في البلاد وعلى العباد هي الأكثر خطرا وفتكا ولنلتفت اولا إلى حفظ لبنان الوطن وإنقاذ شعبه من المجاعة والفقر والعوز ومن يتوكل على الله من عباد الله فهو حسبه .
انها الفرصة الأخيرة لانقاذ وطن وحماية مواطنين وقبل وقوع الكارثة.