بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 آب 2022 12:00ص عبد الله لـ«اللواء»: مسار «التقدمي» هو الانفتاح لإيجاد مساحة مشتركة واحترام المهل الدستورية والعمل لانتخاب رئيس لديه برنامج وخطّة إنقاذية

جنبلاط «نجم» المسرح السياسي وحواره مستمر

حجم الخط
تزامنا مع ارتفاع منسوب الأزمات على كافة المستويات وبانتظار نهاية العهد الأسود وعلى بُعد أيام من الدخول في المدار الدستوري للاستحقاق الرئاسي في الأول من أيلول المقبل، شهد المسرح السياسي خلال الأيام الماضية حركة لافتة كان نجمها الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلا برئيسه وليد جنبلاط من خلال فتح أبواب الحوار مع الأطراف السياسية بدءاً من اللقاء الذي عُقد بينه وبين وفد من «حزب الله» الأسبوع الماضي وما تلاه من انتداب نجله رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط إلى «الديمان» لإحاطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بما دار في اللقاء مع «حزب الله»، مرورا باجتماع عقده النائب السابق غازي العريضي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري موفدا من أيضا من زعيم المختارة.
حركة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي هذه طرحت أسئلة كبيرة من المؤيدين والمعارضين عن هدف خطوات «البيك» في ظل واقع إقليمي - دولي حسّاس ودقيق وانعدام ثقة المجتمع الدولي بأداء الطبقة السياسية اللبنانية وسط تدهور اقتصادي اجتماعي داخلي غير مسبوق.
مصادر سياسية متابعة لحركة جنبلاط لا سيما لزيارة الابن الى الديمان أكدت لـ«اللواء» إيجابية هذه الزيارة خصوصا بعد العتب الذي أبداه رأس الكنيسة المارونية على المختارة من خلال عدم إعلانها تضامنها بشكل مباشر لما حصل مع المطران موسى الحاج علما وبحسب المصادر انه كان مكلّفا من قبل أبناء الطائفة الدرزية في الأراضي المحتلة بنقل الأموال والمساعدات الى مشيخة العقل في لبنان لمساعدة الطائفة، ولفتت المصادر الى ان زيارة وفد الحزب التقدمي الى «الديمان» بدّدت أجواء العتب التي كانت سائدة وهذا الأمر بدا واضحا من خلال المودّة الذي لقاه الوفد وتمثّل باستبقائه الى مائدة غداء البطريرك الراعي.
المصادر أشارت الى ان البحث تطرق الى الكثير من النقاط المشتركة بين المرجعيتين لا سيما بالنسبة الى الثوابت الوطنية والسيادية والعربية، واعتبرت ان اللقاء في الديمان أكد على أهمية الحفاظ على المسلّمات الأساسية بالنسبة الى أمن واستقرار الجبل، كاشفة أن الطبق الرئيسي في الاجتماع كان الاتفاق على ضرورة إيجاد الحلول لمعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية على مشارف استحقاق أساسي وهو الانتخابات الرئاسية، واستمع الراعي من الوفد إلى وجهة نظر رئيس الحزب الاشتراكي من التطورات السياسية وأهمية الحوار بين اللبنانيين لتقريب وجهات النظر لما فيه خير البلد.
وحول حركة الحزب التقدمي الاشتراكي يقول عضو اللقاء الديموقراطي النائب الدكتور بلال عبد الله لـ«اللواء»: «من يتابع المسار التاريخي للحزب التقدمي الاشتراكي المرتبط بالحس الوطني من أجل محاولة إيجاد المساحة الوطنية المشتركة بين القوى السياسية خاصة في ظل الاستحقاقات والأزمات الكبرى يكون قارئا لهذه الحركة السياسية بشكل إيجابي، لا سيما ان لبنان مقبلٌ على استحقاق كبير وهو انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن يبقى الاستحقاق الأكبر هو وجوب معالجة للأزمات الاقتصادية الاجتماعية، أما من يقرأ تحركات الحزب بطريقة سلبية يكون قارئا سطحيا لمسار الأمور ولجوهر الحركة السياسية المستمرة».
واعتبر عبد الله ان كل اللقاءات والاجتماعات التي يجريها أعضاء الحزب تصب في مكان واحد وهو إيجاد مساحة مشتركة بين اللبنانيين ووضع المسار الإصلاحي الاجتماعي كأزمة الكهرباء وغيرها على الطريق الصحيح.
ويؤكد النائب عبد الله بأن مسار الحزب هو التأكيد على ضرورة الانفتاح على القوى السياسية من أجل محاولة صياغة حل داخلي لبناني في ظل تناسي العالم للبنان، وعدم إدراجه على سلم أولوياته واهتماماته باعتبار ان لبنان أصبح يُعتبر لدى البعض رهينة للصراعات الإقليمية والدولية.
ورأى النائب عبد الله بأن الحوار لدى الحزب التقدمي الاشتراكي هو نهج مستمر منذ فترة طويلة وسيكون اليوم بمثابة سلاح أساسي في مواجهة ما يعيشه المواطن اللبناني من ذل وعوز وإهانة على كافة الصعد لا سيما الأساسية منها ان كانت غذائية أو استشفائية أو وتربوية وخدماتية.
وحول ما نقل من ترحيب فرنسي بالحوارات التي يجريها الحزب التقدمي، يشير عبد الله الى ان الأهمية هي في تلقف الحوار من الداخل بغض النظر عن المواقف الخارجية.
وحول تأثير مسار الملف النووي والمفاوضات الإيرانية - الأميركية على الوضع الداخلي، يلفت النائب عبد الله الى ان الصراع مفتوح ومستمر في المنطقة والإقليم خصوصا في ظل الأزمة الروسية - الأوكرانية لذلك وبحسب عبد الله علينا أن نحيّد لبنان عن هذه الملفات، من هنا يجب إيجاد الحلول والبحث عن مصالحنا والبدء بالقيام بالإصلاحات المطلوبة ان كان فيما يخص ملف الكهرباء أو بالنسبة لضرورة وضع خطة تعافٍ اقتصادية وإنشاء صندوق سيادي وإقرار الموازنة وغيرها من الملفات الضرورية والأساسية وعدم ربطها بأي تطور دولي.
وشدّد عبد الله على وجوب تثبيت لبنان بأنه دولة قابلة للحياة وإلا عليه الاستسلام والاعتراف بانه دولة فاشلة، معتبرا انه من واجب الجميع الاستمرار في المحاولات من أجل إيجاد الحلول لذلك فإن الواقعية السياسية تؤكد على ضرورة فتح حوارات مع الجميع وخاصة مع القوى الأساسية.
وختم عبد الله مطالبا الجميع باحترام المهل الدستورية وبالعمل لانتخاب رئيس لديه برنامج وطني واضح وخطة إنقاذيه بغض النظر عن الشخصية خصوصا ان اللعب في موعد هذا الاستحقاق الرئاسي كلّف البلد الكثير في المرحلة الماضية، مشيرا الى ان أي يوم تأخير بإقرار خطة التعافي والقيام بالإصلاحات المطلوبة يكلّفنا المليارات.