بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 كانون الأول 2020 12:02ص عبد الله: مَن يتحمل مسؤولية التعطيل هي السلطة المتمثلة بعون ومَن يدعمه

تحرك الراعي لم يَحظَ بتجاوب بسبب مواقفه من موضوع الحياد

حجم الخط
بعد نفحة التفاؤل التي برزت قبل عيد الميلاد بولادة الحكومة مع نهاية السنة الحالية، والتي عززها تحرك البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي دخل على خط تقريب وجهات النظر والسعي لفكفكة العقد وازالة العراقيل، عادت الامور الى نقطة الصفر مع استمرار رفع اللاءات بوجه الرئيس المكلف سعد الحريري من قبل فريق رئيس الجمهورية المتمثل برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مما دفع الرئيس الحريري لمغادرة لبنان في زيارة عائلية ليعود مطلع السنة المقبلة لاعادة تدوير الزوايا مجددا، خصوصا ان الوقت لم يعد لصالح احد مع استمرار انهيار البلد على كافة المستويات، وهذا يعني مزيدا من الصعوبات لاعادة ترميم كل هذه الانهيارات في ظل غياب اي دعم او مساعدة دولية بسبب الخلافات الداخلية والمصالح الشخصية التي تعلو على مصلحة البلد وشعبه. 

وفي هذا الاطار، اكد عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبد الله في حديث لـ«اللواء» انه بسبب المماطلة في تشكيل الحكومة سيكون لبنان امام  المزيد من الانحدار الاقتصادي والامني، مشيرا الى انه لم يذّكر في تاريخ البلد الحديث اي انكار او تعطيل لتشكيل الحكومة مثل ما نشهده اليوم، معتبرا بأنه حتى في زمن الحروب كانت تجري تسويات توصل الى التوافق. مبديا اسفه  لتحميل لبنان اكثر من طاقته بسبب انعكاس الوضع الاقليمي المتفاعل ايرانيا وخليجيا وسوريا واميركيا عليه، وهذا الثقل ما شأنه ان يؤدي الى نحره.

وشدد النائب عبد الله على ان لا قدرة لدينا لانتظار التسويات الاقليمية والدولية  المرتقبة، وتحديدًا بعد مسار التطبيع الذي تسير به دول الخليج، الامر الذي سيؤدي في المقابل الى  تعنت المحور الايراني، مشيرا الى ان  وجود لبنان في هذه الدوامة لم يؤد فقط  الى تجميد تشكيل الحكومة بل ايضا تعليق موضوع ترسيم الحدود، مما يعني تعطيل كل مفاعيل انفتاح لبنان على المجتمع الدولي.

واعتبر عبد الله ان من يتحمل مسؤولية التعطيل الحالي هي السلطة بكل اركانها، وتحديدا الاكثرية النيابية الحالية والممسكة بزمام الامور خصوصا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكل من يدعمه على الصعيد السياسي، مشددا على انه اذا استمرت بعض الاطراف السياسية بترك البلد ساحة لتصفية الحسابات الدولية والاقليمية فسيكون الامر مكلفا جدا، خصوصا مع انعدام  الضمير الوطني لدى عدد كبير من المسؤولين.

واستبعد عبد الله ان يكون الرئيس المكلف سعد الحريري بوارد  الاعتكاف او الاعتذار عن تشكيل الحكومة لا سيما انه لم يعطِ اي اشارة في هذا الاتجاه، بل العكس فإن كل ما يفعله لا سيما بالنسبة الى التشكيلة الاخيرة التي قدمها لرئيس الجمهورية يؤكد انه يقوم بواجباته كرئيس مكلف وليس هو من يعرقل ولادة الحكومة، مع العلم بأنه اصبح واضحا لدى الجميع ان من يقوم بعرقلة التأليف هو التيار الوطني الحر بسبب مطالبه المتعلقة  باحتكار التمثيل المسيحي داخل الحكومة وتمسكه بالثلث المعطل اضافة الى انه يعمل على ايقاع الممانعة في المنطقة.

وعن مسعى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي قام به لحلحلة عقد التشكيل وولادة الحكومة اعتبر عبد الله،  ان التحرك الذي قام به البطريرك لم يحظ بارتياح كبير من قبل فريق رئيس الجمهورية خصوصا انه حاول ان يكون وسيطا للوصول الى حل لموضوع تأليف الحكومة وقد يكون ذلك بسبب مواقفه الاخيرة الذي يشدد عليها حول موضوع الحياد الايجابي، وهذا الامر يبدو انه لن ينعكس ارتياحا لدى المحور الذي يمثله فريق رئيس الجمهورية.

وعن السبب الحقيقي والاستثنائي لمقاطعة الرئيس عون لقداس عيد الميلاد يقول عبد الله «كورونا تغطي كافة الاسباب».

ورأى ان لعبة استعادة حقوق المسيحين في المنطقة كانت مجرد مشروع للوصول الى السلطة، مشيرا الى انه من يريد استعادة  حضور المسيحيين في السلطة لا يعمل على انهاء البلد.

واشار النائب الاشتراكي الى ان هناك قرارا بابقاء البلد رهينة للمحور الايراني بانتظار مصير المفاوضات الايرانية - الاميركية، مع العلم ان نضوج التسوية قد يستغرق وقتا وربما سنوات، ولكن السؤال الاساسي حسب عبد الله هو: «هل يحتمل لبنان في ظل هذا الواقع الاقتصادي المعيشي والاجتماعي المأساوي واختفاء ودائع الناس الانتظار اكثر؟».

وحول سبب غياب التحركات الشعبية في ظل تفاقم الاوضاع الاقتصادية والمعيشية يقول عبد الله «نحن لم نكن في الثورة رغم ان الشعارات التي كانت تطالب بها في البدء كانت تتوافق مع شعاراتنا، ولكننا لم نكن نوافق على ممارستها، خصوصا بعد ان اصبحت الثورة ثورات حيث دخلت عليها خطوط كثيرة داخلية وخارجية وتم شيطنة الجميع دون استثناء».

ويختم عبد الله قائلا للاسف «نحن نسير الى الوراء دّر وبسرعة».