بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 حزيران 2020 12:00ص عذراً منكم يا مغاوير وجيش بلادي

حجم الخط
السبت 6 حزيران 2020، في منزلي ومن على شاشة التلفزيون رأيت هذا العدد من المغاوير، والجيش، والقوى الأمنية والقنابل المسيّلة للدموع تسرح في بيروت الحبيبة، فذهلت، وتساءلت هل نحن في ساحة حرب؟

هل العدو الإسرائيلي هو في البلد لكي يتم التصدّي له؟

هل إنتقلت المناطق الحدودية الجنوبية الى بيروت؟

هل كانت كل هذه القوات المسلحة التي تناقلتها كل وسائل الإعلام لدعم صمود مواطنينا في مدنهم وبلداتهم وقراهم لتخفيف الآلام التي يشعرون بها؟ أم تراها المياه الإقليمية تخترق من العدو في بيروت؟

وفي المساء إستنفار بين عين الرمانة والشياح، وفي الليل إشتباكات بالرصاص بين بربور وطريق الجديدة، و...

الغريب في الأمر، ان المسؤولين السياسيين، ومسؤولي الأحزاب كافة حذّرت في بداية وباء كورونا من التجمعات، وطالبت حتى عدم المشاركة في التشييع والمآتم كالسابق، منعا لتفشي الوباء الذي قد يقضي علينا جميعا مسنين، وشباب وصغار بعد أن ساهم في إقفال ما تبقّى من إقتصادنا وإقتصاد الكرة الأرضية بأكملها. لماذا لم يتم نفس الأمر البارحة؟

وكذلك وزّعت المذكّرات في بعض السفارات، بناء للتعليمات التي وصلتهم تطالب من مواطنيها الحرص لأنه متوقع حدوث شغب ومشاكل و...

كان الجميع يعلم أن هناك آراء ومطالب مختلفة، وخاصة مطلب نزع السلاح من حزب الله، بغض النظر كون هذا الموضوع إقليمي ويجب معالجته عن طريق الحوار بين كافة الفرقاء بوعي وإدراك للمخاطر، والبدء بتحديد الإستراتيجية الدفاعية للدولة بذكاء وسرعة لحماية لبناننا جميعا من أطماع العدو الواضحة في المنطقة كلها.

ألم يكن بالإمكان ضبط الشارع بسهولة وبتعليمات واضحة ومحددة من الأحزاب، أم أراد الجميع أن يلقّن الشعب درس كالعادة مهما بلغت التضحيات؟ هل يا ترى حققتم أهدافكم.

ألم يكن بالإمكان منع المتظاهرين كليا من القيام بالتظاهر بأسلوب لائق، دبلوماسي مليء بالحكمة والإتزان لنحافظ على بر الأمان في هذه الأوقات الصعبة؟

أيعقل أن نسمع أن هناك عددا من الجرحى نقلوا الى المستشفيات، ولا نفكّر كم هذا يؤدّي الى إستهزاء العدو الحقيقي بنا جميعا. هل هكذا تُبنى الأوطان على الحق والعدالة؟

لا يا مسؤولي بلادي، عذرا من شبابنا المغترب، عذرا من الأصالة اللبنانية التي تفرض علينا جميعا المواطنة الحقة، بحماية أنفسنا وأخواننا في الوطن مهما بلغت التضحيات.

عذرا منكم يا نواب أمتي، لقد سئم الشعب من تصاريحكم وقوانينكم التي لا تطبق، بدل أن تتخلّوا عن رواتبكم كليا ولو لعدة أشهر تضامنا مع ما يمّر به لبنان من صعوبات.

المواطنة الحقة والتي يجب شرحها أكثر لكم، تقتضي أن نعتذر من المواطنين والأجهزة الأمنية كافة التي تعبت من سوء هذه الإدارة للدولة.

المواطنة الحقة، تمنع التفرقة بين فئات الشعب الواحد، فمنهم من يتقاضى الدولار بكميات كبيرة نقدا لأنه يتبع لذلك الفريق، بينما يعجز الآخرين عن إيجاد سبل لتلبية معيشته اليومية.

من غير المقبول بعد اليوم أن نسمع أي مواطن أو مسؤول لبناني يتكلم عن حقوق الشيعة، أو السنّة، أو المسيحيين أو سواهم، وتغذية المزيد من الشرخ والتفرقة بين أبناء العائلة اللبنانية الواحدة.

كفانا جهل وتخلّف، بينما الدول تستكشف الكواكب، فلنتّحد جميعا للنهوض بلبناننا بإتزان وحكمة وإيمان والدفاع عن كل حبة تراب فيه متحدين/ موحّدين/ متضامنين ضد أعداء الوطن الحقيقيين.