بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 شباط 2022 12:00ص عشية اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية غادرنا النقيب بوعشرين إلى دنيا البقاء

حجم الخط
فجعت المحاماة بالأمس برحيل الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب المغفور له النقيب عبد اللطيف بوعشرين، فجاء نعيه ليزيدنا حزناً ليس اعتراضاً على قضاء الله وقدره، لكن الكبار يتعبون ويترجّلون عن صهوات جيادهم الى دنيا الحق فالبقاء للّه.

الراحل الكبير بنى حياته على المحبة والتسامح، فكان أستاذ القلم والسيف، تمتّع بدماثة الأخلاق والملقى والرقيّ، فكان المتواضع المخلص، صاحب لغة هادئة هادفة رصينة.

عملتَ دوماً من أجل المحاماة والمحامين وحملتَ الرسالة ودافعتَ عنها بحرية وعقلانية، أحببتَ زملائك فبادلوك الحب، ورفعوك الى سدّة نقيب المحامين في الدار البيضاء، وبعدها الى الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب، رفضتَ دوماً التطرف والغلو، وإلتزمت لفكرك النيّر، وضميرك الحي، وإرادتك وشجاعتك الصادقة.

يا مَن كنت للتواضع بعنفوان عنواناً من عناوينك المتعددة، وقد كنتَ المتميّز الذي شقّ طريقه خارج المألوف ليثاً ما عرف الضعف حتى الرمق الأخير، فكنت بذلك رجل الإيمان، والانفتاح، والاعتدال، والتواضع، واللطف، والهدوء، والأخلاق، والحوار، والكلمة.

آمنت بالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة لإيمانك بأن الأرض لنا والبيت لنا، والزيتون لنا، والحق لنا، فكنا في صفٍ واحد في عدم الركوع والاستسلام والمساومة جهداً وعملاً واحداً ضد الحركة الصهيونية وعنصريتها، فنحن معك كما كنت تقول دائماً شعب لن يموت.

لن أنسى أحاديثنا وأفكارك العميقة ذات البُعد القومي والإنساني المترفّع، وسوف لن أنسى كتابك (شهادة التاريخ) المؤرّخ في 24/1/2022 الى مبادرة فلسطين 100 - لندن - المملكة المتحدة الذي دعتك للمشاركة في المشروع التكريمي الذي ستقيمه لشخصي في الشهر المقبل، واطّلعت عليه بالأمس من منظّمي المبادرة، وكان لوقع هذا الكتاب الفريد أطيب الأثر في قلبي، وسأنشره لاحقاً بعد الاحتفالية لما فيه من حقائق وأضواء على مسيرة اتحاد المحامين العرب، وما فعله صغار النفوس في هذا الاتحاد من تصرفات غير أخلاقية رصدتها بدقة متناهية ووقفتَ بوجهها بكل الصمود والجرأة.

فيا صاحب القلب الكبير ويا أميراً من أمراء المحاماة لقد سلّمت الروح الطاهرة الى باريها، لتلتقي مع أرواح زملاء سبقوك الى دار الخلود، وكان آخرهم الأمين العام الأسبق الراحل الكبير إبراهيم السملالي رحمه الله.

ستبقى العلامة الفارقة التي نفتقدها، وذكراك لن تفارقنا، وستبقى شامخاً في نقابتك وفي اتحاد المحامين العرب.

تغمّدك الله بواسع رحمته وأنزلك منزلة الصدّيقين والأبرار، ولعائلتك الكريمة وأسرة المحاماة المغربية والعربية جميل الصبر والعزاء.

 

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب