بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 شباط 2020 12:01ص على هامش انتخابات اتحاد جمعيات العائلات البيروتية

حجم الخط
من موقعي الاسلامي الوطني واللبناني العربي، وفي خضم الاعداد لإجراء انتخابات هيئة ادارية جديدة «لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية»، تقتضي المسؤولية العامة المشاركة في إبداء الرأي الملتزم بقضايا العاصمة في الدور، والطبيعة، والخصائص والواقع الحالي المتراجع والبائس.

ولأن أهمية اي عمل أو فعل أو مؤسسة تقاس بتقديماتها ونتائجها فان اتحاد العائلات البيروتية، إنجاز عائلي مُهمْ بقدر ما يستجمع عناصر قوته لان في الاتحاد قوة، وفي الفرقة والانقسام ضعف وهوان، وان مجموع العائلات المنتمية لعضويته قلّ عددها أم كثُر هي نعمة فضلاً عن كونها قيمة وطنية وانسانية عالية، ووجود كريم وكيان أصيل، وتاريخ. جذورها ايمان عميق بالرسالات السماوية الخالدة وبوطنية سمحة عمادها الانصهار الوطني والعيش الكريم وعروبة حضارية زاهرة وحالة نضالية لا استعراضية.

وهذه المناسبة العائلية تحتاج التصويب والتصحيح في المسار ومساءلة النفس فيما أقدم أو لم يُقدم عليه ووقفة حق وحقيقة وضمير فيما آلت اليه حال بيروت على مدى الثلاثين عاماً الماضية دون ان ننسى او نتناسى ذلك تجاه عائلاتنا وابنائنا واخوتنا واخواتنا وما نحن عليه اليوم من تراجع مُستمر في وضع العاصمة وعائلاتها ومرافقها فضلاً عن التنازل السياسي المتمادي على حق ابنائها وعائلاتها في أملاكها ووجودها وفي ما يعود لها من حقوق وطنية في مؤسسات الدولة ومراكزها.

وما يتصل بشؤون هذه العائلات واخوانهم في الانتماء الواحد بشؤونهم الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والحياتية.

نحن من الذين يقدرون عالياً العمل التطوعي الذي يتأتى بمعظمه من احساس ديني ووطني واخلاقي وانساني ولنا في الرواد الأوائل من أهالينا اجدادا واباء المثل والمثال والقدوة الحسنة التي بادرت واعطت وانتجت وكافحت بلا منة وبلا إستعلاء او إستكبار او مواربة او مطلب شخصي او عائلي أومنصب أو جاه  فجاء زرعهم يافعاً وبنيانهم عالياً ومتيناً وشاهداً وشهادة لهم وبتقديماتهم الباهرة، فخلدهم التاريخ وحفظ مقاماتهم العالية ومنهم نستلهم تجديد الهمم وبعث القوة والاندفاعة.

ومنعاً للاطالة والتحليل فان الوطن اللبناني كله يعاني من حالات منحرفة وشاذة عن جادة الصواب والشعب اللبناني في أعلى حالات الغضب والنقمة العارمة والتي حوّلها الى انتفاضة مباركة بوجه الطبقة السياسية الفاسدة.

وبيروت والعائلات البيروتية واهلها وناسها والمقيمين فيها بأعلى حالات الغضب لما تعانية العاصمة من تهميش وخواء وتغيير لمعالمها والتراجع الهائل والافراط والتفريط ممن اعتلى مراكز التمثيل لها ولمواطنيها من قيادات سياسية ودينية وادارية وجمعيات ونوادي وخلافه، مما يوجب طرح المسائل التالية لتعود بيروت الى سابق عهدها الميمون، المركز الاساسي الذي ينهض بها ومعها الوطن، والمتنوعة العطاءات والمميزات دوراً وطبيعة وخصائص. وسيدة العواصم العربية علماُ وثقافة ومعرفة هذا في الاطار الاستراتيجي اما في الاطار الحالي الآني وهذا ما لم يلتفت اليه اتحاد العائلات البيروتية والمسؤولين فيه سابقاً مما أفقده الثقة المطلوبة، والدور المنشود والمهام المنتظرة لحفظ الوجود والبقاء وبات اقرب الى مركز للانتخابات النيابية وامتداداً تبعياً للسلطة وحلت الروح الوظيفية محل النضالية، والمبايعة محل المساءلة والاستتباع محل المشاركة وادى هذا التوجه المؤسف للسكوت وغض النظر عن كل ما جرى من خطايا بحق بيروت والسؤال ماذا فعل الاتحاد تجاه المتغيرات التالية:

1 - ازالة اسواق بيروت الغنية والمشهورة والتي كانت القاعدة الاقتصادية للبنان وملتقى كل اللبنانيين وللزائرين من عرب واجانب وحوّلت الى ساحات فراغ لا حياة فيها. ولا جسد ولا روح وباتت العاصمة الوحيدة بلا أسواق، وعاصمة بلا أسواق يعني: بلا هوية وبلا تاريخ.

2 - ازيلت منها ساحة الشهداء وجلّهم شهداء من العائلات البيروتية الذين قاوموا الاحتلال التركي وقضو شنقاً واستبدلت باسم (Down Town). 

3 – مصادرة الملكية العقارية من أصحابها لحساب شركة ما زالت مجهولة الهوية والهدف والغاية.

4 – الانقضاض على شاطىء بيروت الجميل واقامة أحزمة من الاسلاك والاشرطة يحجبها عن المواطنين من اجل استثمارات مشبوهة في الروشة التاريخية والرملة البيضاء الشعبية وشاطىء الاوزاعي وامتداداته من عين المريسة حتى حدود بيروت الجنوبية بترتيب خبيث من رئيس بلدية بيروت.

5 – قرار نقل أبرز معلم غذائي من بيروت الى الشويفات هو «مسلخ بيروت الحديث» جرّاء صفقة مالية باتت معروفة واقامة محرقة للنفايات بديلاً عنه وعن اهالي الكرنتينا.

6 – اما جريمة الجرائم دفع أهالي بيروت وعائلاتها قسراً خارج عاصمتهم بعد الاستيلاء على املاكهم وممتلكاتهم وعقاراتهم في اسواق بيروت التاريخية.

7 – والحبل على الجرار لجهة السعي لاغلاق الملعب البلدي في الطريق الجديدة.

8 – إفلاس جمعية المقاصد الخيرية وإضعافها واغلاق الكثير من مدارسها ومحاصرة مستشفاها بعد ان غابت معظم مستشفيات بيروت التي بنائها الاباء والاجداد ولحقت بها الصحف البيروتية والنوادي الثقافية، ومع كل هذه المصائب يبقى السؤال المشروع ماذا فعل اتحاد العائلات البيروتية تجاه هذه الاخطار التي اصابت بيروت واهلها وناسها وهنا بيت القصيد.