بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 تشرين الثاني 2022 08:08ص في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ماذا نقول؟

حجم الخط
إن التوصيف للواقع المأساوي الذي يعيشه الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني وأهاليهم منذ عشرات السنين خاصة فيما يتعلق بالاعتقال الإداري، وعدم العناية الطبية، والعزل، والتعذيب الجسدي والنفسي، وإعادة اعتقال من أطلق سراحهم بعمليات التبادل، والمعاملة السيئة للنساء والأطفال، وإنهاك عائلات الأسرى في طريقة نقل أسراهم إلى أماكن بعيدة جداً عن أماكن إقامتهم والإكثار من النقل من سجن الى آخر، كل ذلك وغيره يشكّل جرائم ضد الإنسانية بل عنصرية ناجزة يتطلب منا أعلى درجات الاهتمام بأوضاع أسرانا والانتقال من مرحلة التوصيف الضرورية دائماً إلى مرحلة العمل الجاد والتنسيقي العام والخروج من النشاطات الفردية للأشخاص والمنظمات المعنية والتي نقدر ونثمّن دورها في الإضاءة على معاناة الأسرى.
وعليه، ان أهدافنا يمكن تحديدها مبدئياً بما يلي:
1- تحقيق حرية الأسرى.
2- ملاحقة العدو الصهيوني بجرائم ضد الإنسانية وبالعنصرية بكل الوسائل المتاحة.
3- إلزام العدو الصهيوني بوقف جرائمه ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، والعنصرية بقرار أممي.
4- ضمان دولي لحقوق الأسرى والمعتقلين داخل السجون والمعتقلات لحين إطلاق سراحهم.
5- إلغاء الاعتقال الإداري وما يتفرع عنه من تكراره على ذات الأشخاص وتمديده إلى أجل غير مسمى.
{ الوسائل الواجب اتباعها:
1- اعتصامات دورية في كل الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة وهذه من مهمات المجتمع المدني.
2- حملات إعلامية بكل الوسائل المتاحة وذلك على المستوى العربي والإسلامي والدولي وهذه من مهمات المتعاطين بالإعلام في هذه البلدان.
3- دراسات وبحوث حقوقية من خلال ورش عمل ومؤتمرات بكل المواقع المتاحة وهذه من مهمات الجامعات العربية واتحاد المحامين العرب، واتحاد الحقوقيين العرب والمنظمة العربية للمحامين الشباب، ومن الضروري جداً التركيز على عنصرية الكيان الصهيوني دولياً.
4- محاكمات رسمية في الدول التي تسمح فيها القوانين ملاحقة المجرمين الذين يحملون جنسياتها للجرائم التي يرتكبونها.
5- محاكمات شعبية بشأن الأسرى في الدول التي يمكن إقامة هذه النوع من المحاكمات فيها.
{ ما تتطلبه الوسائل من تجهيز للتنفيذ:
1- تكوين منسقية عامة للأسرى وأهاليهم على الأرض الفلسطينية تشمل جميع المهتمين بالموضوع كي لا تبقى المبادرات فردية أو ثنائية أو ثلاثية... هذا بالنسبة للهيئات في الداخل الفلسطيني.
2- تكوين منسقية عامة للأسرى وأهاليهم على المستوى العربي وهذه من مهمات الأحزاب والاتحادات والنقابات.
3- تكوين منسقية عامة للأسرى وأهاليهم على المستوى العالمي وهذه من مهمات المنظمات والهيئات الموجودة حالياً في بلاد الشتات والتي يقتضي توحيد جهودها.
هذه المنسقيات عليها أن تهتم بالأمور التالية:
- في فلسطين: الاهتمام في تكوين الملفات:
1- إنشاء مركز خاص بيانات الأسرى يشتمل على البيانات الخاصة بكل أسير وبصحيفته الحقوقية لتكون منطلقاً لعمل حقوقي في المحافل الإقليمية والدولية، ولتمكين الفريق القانوني الذي يتولى قضيته من الاضطلاع بأفضل دور مهني في ساحات المحاكم المشار إليها.
2- الاستفادة من البيانات الخاصة بكل أسير في الجهود الإنسانية التي يبذلها كل مؤمن بمظلومية الأسير وبحقه وبحق أسرته في العون الإنساني والحقوقي.
3- متابعة مستمرة مع الحركة الأسيرة، ومعارك الأمعاء الخاوية.
- الاهتمام الحقوقي والإعلامي والسياسي على المستوى العربي الإقليمي والدولي:
تأسيس مراكز مناصرة حقوقية وإقليمية ودولية:
وهذا دور جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمانات العربية والإسلامية.
1- للملاحقة أمام مجلس الأمن، والأمين العام والمحكمة الجنائية الدولية وأمام محكمة العدل الدولية، ومجلس حقوق الإنسان، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة بكل الوسائل المتاحة.
2- العمل بكل الجدية لاتخاذ قرار من الهيئة العامة للأمم المتحدة عملاً بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لالزام العدو الصهيوني بإطلاق حرية الاسرى، وإلغاء الاعتقال الإداري، خاصة وان هذا القرار غير خاضع للفيتو على الإطلاق وهذا يتطلب أوسع اتصالات دبلوماسية في العالم.
3- فضح إعلامي واسع لطبيعة الاحتلال الصهيوني غير الإنسانية والعنصرية.
4- بناء شبكات عمل وعون إنساني تربط بين الأسر العربية والأجنبية والأسرى وأسرهم، أي تكافل اجتماعي واسع يرفع المعاناة عن الأسرى وأسرهم.
وبعض هذه الأفكار التي جاءت في هذا المقال ذكر بعضها في ملتقى نصرة الأسرى والمعتقلين الذي دعا إليه المؤتمر العربي العام، والذي بدأ في خطوة مهمة هي إنشاء منسقية ما زالت في بداية عملها، وبالتأكيد سيكون منتجاً وفعّالاً لصالح قضية الأسرى. ونأمل أخيراً أن ننتقل من مرحلة التوصيف للأوجاع إلى مرحلة العمل الجديّ الجماعي.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب