بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تشرين الثاني 2022 03:22م قائد الجيش الأقرب .. لكن الحزب لن يتخلى عن فرنجية

حجم الخط
ليس هناك ما يؤشر إلى حصول أي تغيير في مسار جلسات الانتخاب الرئاسي التي تعقد كل خميس، الأمر الذي يؤكد أن عمر الشغور الرئاسي سيكون طويلاً، طالما لم يحسم الفرقاء اللبنانيون أمرهم، ويتفقوا على انتخاب رئيس للبلد في وقت قريب . ولا يبدو أن الحراك السعودي الفرنسي قد اقترب من تحقيق تقدم على صعيد التوصل إلى حل مأزق الانتخابات الرئاسية، باعتبار أن كل فريق ما زال متمسكاً بموقفه، ويرفض التنازل للفريق الآخر، أو ملاقاته في منتصف الطريق باختيار رئيس توافقي يمون مقبولاً من معظم الأطراف، ومدعوماً من القوى الإقليمية والدولية .

وفي وقت يستمر "حزب الله" في تصعيده، مشدداً على أنه يريد رئيساً يطمئن جمهوره، في مقابل تمسك المعارضة بترشيح النائب ميشال معوض، فإن المعطيات المتوافرة لموقع "اللواء" لا تشير إلى أي انفراجة في المدى المنظور. إذ يبدو بوضوح أن الحزب ليس في وارد التراجع عن مطلبه في وصول رئيس يطمئنه. ولهذا سار باتجاه دعم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وهو ما أبلغه إلى رئيس "التيار الوطني الحر"، النائب جبران باسيل استناداً إلى المعلومات المتوافرة، الأمر الذي أثار حفيظة رئيس "العوني" وجعله يطلق حملة شعواء لاستهداف فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون، كونهما الأبرز لرئاسة الجمهورية .

وقد بدا لافتاً في هذا الإطار، ما كشفه رئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهاب عن لقاء غير أمني جمع العماد عون برئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، في توقيت بالغ الدلالات يأتي تزامناً مع فرز مواقف المكونات السياسية حيال الاستحقاق الرئاسي، وما يحكى عن تصاعد فرص العماد عون للوصول إلى قصر بعبدا، كرئيس توافقي، في ظل صعوبة انتخاب أي من فرنجية، باسيل أو معوض . سيما وأن "حزب الله" الذي قرر خوض معركة رئيس "المردة"، لا يمانع في دعم قائد الجيش رئيساً توافقياً، إذا ما وجد أن هناك صعوبات تعترض انتخاب فرنجية . وفي هذا السياق تأتي زيارة صفا إلى العماد عون الذي يحظى بثقة داخلية وخارجية.

وتكشف مصادر نيابية بارزة لموقع "اللواء"، أن "قائد الجيش يعتبر الأقوى من بين سائر المرشحين، لأن لا فيتو خارجياً عليه، وهذا نقطة تسجل لصالحه، ومن شأنها أن تعطيه دفعاً قوياً للوصول إلى قصر بعبدا، خلافاً لبقية المرشحين، كفرنجية وباسيل وحتى معوض . ولذلك فإن الترجيحات تصب لمصلحة العماد عون، إذا طال أمد الشغور وعلى نحو لم يعد ممكناً الاتفاق على رئيس مدني . وهذا بالتأكيد سيعزز من فرص انتخاب قائد الجيش الذي يحوز على ثقة عربية ودولية، لا تتوافر بأحد غيره، في ظل تحميل الخارج الطبقة السياسية مسؤولية وصول البلد إلى ما وصل إليه على مختلف الأصعدة، حيث فقد مقومات صموده وبات اللبنانيون في ضع لا يحسدهم عليه أحد . 

ويظهر جلياً أن الجميع في لبنان في حالة ترقب بما يتصل بالاستحقاق الرئاسي، إلى حين عودة سفيري السعودية وفرنسا لدى لبنان، وليد بخاري وآن غريو، للوقوف على طبيعة الرسائل التي يحملانها من بلديهما، بخصوص الانتخابات الرئاسية، وبما يتصل بهوية الرئيس العتيد الذي سيلعب الخارج دوراً أساسياً في تحديد هويته، وإن كانت المؤشرات توحي أن قائد الجيش هو الأقرب لمنصب الرئاسة الأولى، بعدما فقد الداخل والخارج الثقة بالسياسيين، موالاة ومعارضة .