بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 نيسان 2021 12:01ص قوة اللوبي اليهودي داخل الاتحاد الأوروبي

حجم الخط
في أواخر العام 2018 أكد العالم السياسي غريغوري موزي أن مقرات المؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي والواقعة في العاصمة البلجيكية بروكسيل باتت الهدف المفضل لمجموعات الضغط التابعة للكيان العبري الذي يسعى إلى تقوية مكانة اسرائيل عبر جعلها شريكاً متميزاً في الاتحاد مقابل تشويه جهود دعم الفلسطينيين في أوروبا، وأوضح موزي المقيم في بروكسيل عبر مقال نشره موقع Orient xxi الملم بقضايا العالم العربي بأن مصدراً من داخل البرلمان الأوروبي أفاد بأنه غداة منع روسيا بعض النواب الأوروبيين من دخول أراضيها عام 2015 اتخذ رئيس البرلمان الأوروبي السابق مارتن شولتز موقفاً حازماً يحد بموجبه من حرية وصول الدبلوماسيين الروس إلى البرلمان، لكن في المقابل منعت اسرائيل النواب الأوروبيين الداعمين للقضية الفلسطينية من دخول قطاع غزة منذ العام 2011 دون تحرك مضاد من قبل البرلمان الأوروبي، وقال المصدر عينه بأن رئيس البرلمان انطونيو تاجاني الذي خلف الرئيس الأسبق شولتز لم يعترض على ارسال دعوة لآمن ديختر وزير الامن الاسرائيلي السابق الذي أوعز بقمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية للتحدث أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان في أيلول عام 2018، وقد حظي يومها باستقبال الرؤساء.

ويلفت موزي العالم السياسي الأوروبي إلى ان الاتحاد الأوروبي يعتبر الشريك التجاري الرئيسي لتل أبيب وهو من ساعد وساهم مساهمةً فعالة في الظفر بمكانة متميزة في مجالات حاسمة كالبحوث العلمية والابتكار والمخابرات بشكل تدريجي، ويشرح كيف بدأ اللوبي الاسرائيلي بالسير نحو أول تمركز حقيقي له في أوروبا لحظة اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في شهر أيلول من العام 2000، إذ أفاد موزي بأن الصحفي الايرلندي دايفيد كرونن وبعد ان أجرى دراسة استقصائية مع آخرين حول كيفية ظهور جماعات الضغط الاسرائيلية في أوروبا أوضح بان اسرائيل أدركت حجم التضرر الهائل لسمعتها نتيجة قمعها المقاومة الفلسطينية، ما دفعها إلى تعويض شرعيتها المهتزة عبر تلميع صورتها لدى النخب الاوروبية.

ويضيف موزي قائلاً أنه عقب مرور أكثر من 15 عاما يبدو أن غرس جماعات التأثير الصهيونية في الاتحاد الاوروبي قد لاقى طريقه إلى النجاح تماماً وأصبحت تل أبيب تستحوذ على شبكات نفوذ لا تضاهيها وتنافسها جماعات ضغط أخرى في أوروبا. 

أما اللوبي الصهيوني في واشنطن فقد ساعد وحسب موزي على تأسيس منظمة أصدقاء اسرائيل الأوروبيون EFI التي تأسست عام 2006، وعلى احياء مؤسسة العلاقات الخارجية بين أوروبا واسرائيل EIPA التي تعمل وفق منهج اللجنة الامريكية الاسرائيلية للشؤون الخارجية AIPAC.

أما في ما يختص بمهام هذه المؤسسات يشدد موزي على أن بعضها يهتم بأشياء محددة من ضمنها اختصاص مرصد NJO الاسرائيلي المنشأ عام  2002، ويعمل بنشاط على نشر الاكاذيب لتشويه سمعة منظمات حقوق الانسان الفلسطينية عبر تضليل الرأي العام اعلامياً علماً أن دورها الرسمي يكمن في الدفاع عن السياسات الاسرائيلية.

ويصف موزي اللوبي الصهيوني في أوروبا بالحرباء القادرة على التلون مقارنة باللوبي عينه المسيطر على سياسات واشنطن، إذ تصعب مراقبة مصادر تمويله. إن بعض المنظمات اليهودية الأوروبية تتم عملية تمويلها من قبل جماعات اليمين الأميركي ورجال أعمال كتشيلدون أديلسون أحد أهم أصدقاء الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب.

وتستهدف جماعات الضغط الصهيونية في أوروبا حشد المواقف الداعمة لتل أبيب ولا سيما في قضيتين محوريتين، هما العلاقات المتبادلة والتعاون الأمني. لقد تمكن اللوبي الصهيوني من زرع مناصرين أقوياء له في البرلمان الاوروبي وهم مندرجون أساساً ضمن الجماعات المحافظة والحزب الشعبي الاوروبي والتيار المسيحي الصهيوني الذي يعتبر وجود الكيان الصهيوني ضرورة لترجمة نبوءات التوراة على أرض الواقع.

ويجتمع أنصار الصهيوينة في الإئتلاف الأوروبي من أجل اسرائيل الذي يصنف سيطرتها على القدس بالشرعية. وعندما جمد الاتحاد الأوروبي مفاوضات تحسين العلاقات مع اسرائيل اثر الهجوم الدامي على غزة عام 2009 انخفض التبادل التجاري بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي بما يقارب 20.8% الأمر الذي استغله اللوبي الصهيوني وخصوصاً جمعية اصدقاء اسرائيل الأوروبيين للضغط على الاتحاد عام 2012 بالتصديق والموافقة على تقييم مطابقة المنتجات الصناعية وقبولها، الأمر الذي جعل المصالح التجارية تنتصر على الاعتبارات الانسانية وحقوق الانسان. ومع مرور الوقت تم الاعتراف بالشركات الموجودة في المستوطنات وبدأت عمليات التبادل التجاري معها .