بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الثاني 2020 12:00ص كمال الإيمان والأخلاق

حجم الخط
كان مؤسسة برجل. دخل عالم الصناعة من أبوابه العريضة. وخاض مع أشقائه تجربة صناعية رائدة، وجسد شعار «بتحب لبنان حب صناعته»، من خلال جودة المنتوجات التي سرعان ما إحتلت مكانة مميزة في لبنان والأسواق العربية والأفريقية.

ومن قاعدته الصناعية الصلبة، إنطلق إلى المساهمة في نهضة الصناعة الوطنية، حيث ترأس تجمع صناعيي الشويفات، الذي سرعان ما تحول إلى مدماك قوي من مداميك الصناعة اللبنانية، وأصبح رئيسه أحد أقطاب جمعية الصناعيين اللبنانيين.

لم تشغله هموم الصناعة وشجونها، في دولة تتنكر لقطاعاتها الوطنية الإنتاجية، عن القيام بما كان يعتبره واجباً، تجاه مجتمعه وأهله. شارك في تأسيس العديد من الجمعيات الخيرية، ودعم العشرات من المؤسسات الإجتماعية، ولم يبخل بمد يد المساعدة للعائلات المحتاجة، وللشباب الراغبين في العلم، والطامحين بالإختصاصات الجامعية، ولا تسمح إمكانيات أهاليهم بتوفير المال اللازم.

ولكن كانت «الجمعية الرفاعية»، التي جمعت شمل آل الرفاعي، هي الأحب إلى قلبه، وموضع فخره الدائم بالأبحاث والدراسات التاريخية والعلمية التي كلف البحاثة بإجرائها للتعريف بأعيان العائلة من علماء الدين والمؤرخين والمفكرين ، حيث عمل على إصدار العديد من المطبوعات التي تُعرّف بتراث الرفاعيين من مختلف الإختصاصات.

كان مولعاً بتكريم أهل الفكر والثقافة، وحوّل منزله إلى ديوان مفتوح للكتاب والشعراء والأدباء، يقيم المآدب، ويوزع دروع التكريم، ويلقي كلمات التقدير والترحيب.

كمال الرفاعي البيروتي، اللبناني الوطني ، العروبي، والحريص على عقيدته الإيمانية، غادرنا إلى دنيا البقاء، تاركاً هذه الدنيا الفانية بكل ما فيها، ومكتفياً بما كنا نناديه: كمال الإيمان والأخلاق.

إلى جنات الخلد يا أبا عمر.