بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الأول 2020 06:51ص كي نبقى على هذه الأرض العربية بكرامة ونستحق الحياة

حجم الخط
في هذا القرن لم يتسلم شخص موقع رئاسي في اي دولة بالعالم وضرب عرض الحائط بكل المواثيق والمعاهدات والاتفاقات الدولية وكأن دول العالم دمى بين يديه، يفعل بها ما يشاء دون حسيب او رقيب، كالسيد ترامب الرئيس السابق للولايات المتحدة الاميركية، حيث شعرت الشعوب ان مُتسلطاً هذه المرة وبوقاحة علنية يضع اليد على ثروات بعضها، ويلاحق بالعقوبات افرادها ويفرض الحصار على بعضها الآخر، كل ذلك وكأن البشرية فقدت ما وضعته من أسس وأصول وقواعد التعامل فيما بين دولها، وكيفية تعامل هذه الدول مع شعوبها. نعم لقد شعرت البشرية ان كل الجهود التي بذلت في هذا السبيل قد ضاعت وجاء من يضع قواعد وأصول جديدة قديمة عنوانها شريعة الغاب بكل ما تعني الكلمة من معنى.

أما وقد صوتت أمس الاول الجمعية العامة للأمم المتحدة مجدداً بالأغلبية على سيادة سورية على الجولان المحتل، واعتبار كل اجراءات الاحتلال الاسرائيلي فيه باطلة ولاغية، وصوتت لصالح مشروع القرار هذا 88 دولة، بينما اعترضت عليه 8 دول وكيان الاحتلال الاسرائيلي، وأمتنعت 62 دولة عن التصويت. 

فهذا التصويت يعني: 

1- بأن الدولة السورية ما زال المجتمع الدولي ينظر اليها بأنها قائمة بحدودها الطبيعية بما فيها الجولان المحتل، وقريباً لا بد ان يقوم العرب بجهد مطلوب لاستعادة لواء الاسكندرون الذي هو جزءاً لا يتجزأ من الارض السورية والذي سلخته تركيا عنها.

2- انه ما زال هناك دولاً مع الحق والحقيقة.

3- انه بأفول حقبة ترامب استأنفت البشرية دورها الطبيعي في الالتزام بما رست عليه من قواعد في العلاقات الدولية.

4- بأن الكيان الصهيوني ما زال عاجزاً عن طمس الحق والحقيقة.

5- بأن الدول الاعضاء في الامم المتحدة غير معترفة بأي من الاجراءات المخالفة للقانون الدولي التي اتخذها الكيان الصهيوني في الجولان السوري المحتل (وفق ما جاء بالقرار)، وهذا يعني ان اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن الجولان وكل الاجراءات الاميركية الاحادية المتصلة به لا اثر قانوني لها.

كل ما تقدم يستوجب:

1-ان يفهم العرب بأن شعوباً ودولاً اجنبية ما زالت تقف الى جانب قضاياهم حيث هم غافلون عن حقوقهم، وبعضهم هروَل للتطبيع مع عدوهم، فعليهم واجب التأكيد على حقوقهم، وعدم التنازل عنها، لينالوا احترام الآخرين كي لا يعتبرهم هؤلاء بانهم فاقدين لكرامتهم وعنفوانهم وشرفهم مستهترين بحقوقهم.

2-ان يدرك العرب بأن عليهم واجب رد التحية بمثلها وتقدير موقف الدول التي وقفت وتقف الى جانب قضاياهم وتعزيز علاقتهم بها والوقوف معها والى جانبها في قضاياها.

3-ان على العرب العمل جدياً لكسب الدول الممتنعة عن التصويت بشتى الوسائل المتاحة انطلاقاً بانهم اصحاب حق تاريخي ثابت، غير متنازلين او غافلين عنه، وانهم كذلك يقفون مع حقوق شعوب هذه الدول.

4-ان على العرب ان يتخذوا الموقف السلبي المناسب بالنسبة الدول التي صوتت ضد القرار وعلى ان يقوموا بمحاولات حقيقية لتبديل موقفها.

ان ما اوردناه آنفاً امور مصيرية تتعلق بوجودنا على هذا الجزء من الكرة الارضية كي نبقى عليها بكرامة ونستحق الحياة. 



*  الأمين العام السابق لإتحاد المحامين العرب