أخشى ما أخشاه أنْ يُضيع اللبنانيون فرصة ذهبية لتغيير واقع حالهم لجهة الإمساك ولو جزئياً بمُقدرات أحوالهم، إنْبقوا على حالهم سلبيين مُستنكفين.
إنّه من المُعيب والغريب أنْ يسارع اللبنانيون إلى الاستجابة للبرامج الفنيّة التلفزيونيّة ودعوتها «أنقذوا نجمكم المفضل .. وأعينوا نجمتكم المميّزة»، وأنْ يلبّوا النداء عبر التصويت لـ»نجوم» الفن، بينما الواجب والمنطق يقضي بأنْ يبادر الناس إلى إنقاذ أنفسهم والتصويت للتغيير والخروج من النفق المسدود قبل أنْ يروا |نجوم الظهر»!
الحق يُقال، سوف يفقد معظم المواطنين حقهم في المُحاسبة، أو حتى مجرّد التذمّر والتأفّف «والنّق» حين يتخلّون عن حقهم في الاقتراع بقناعة وصدق، وسينطبق عليهم بالفعل القول المشهور «كما تكونون يولى عليكم..».
لا نرغب بأنْ تتحوّل هذه الفرصة الذهبيّة التي أتت بعد تسع سنوات على آخر انتخابات نيابيّة، إلى مُجرّد همروجة وفرصة يستفيد منها فقط أصحاب المطابع وخطّاطو اليافطات، وصانعو قمصان الـ «تي شيرت» والقبّعات، وأصحاب سيارات التاكسي وحافلات النقل، ومطاعم السندويش ومحطات البنزين، وتأجير الكراسي ومكبّرات الصوت! ساعتئذ تستحق الإنتخابات أنْ يُشهّـر بها، وباللبنانيين الخانعين، بيـن الأنام!
لا تنتقلوا من النقّ على الأمور قبل الإنتخابات، إلى الدّق على الصدور واللطم على النحور بعد نتائج الإنتخابات!! ساهموا في إحداث التغيير.. الفرصة فرصتكم، فلا تستهينوا بمكامن قوّتكم.