بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الثاني 2022 08:03ص لا مبادرة فرنسية متكاملة... والسبب هو التعثّر مع طهران

تشابك المصالح الإقليمية والدولية يضغط داخلياً ولا انفراج في الأفق

حجم الخط
تُلاقي التوقعات المتفائلة، بحصول تحرك فرنسي منسق مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، لتسهيل خروج لبنان من مأزق تعطيل الانتخابات الرئاسية، والازمة الراهنة، جملة تساؤلات واستفسارات عن حقيقة وجود مثل هذا التحرك وآلية تنفيذه في ظل التعقيدات والتناقصات السياسية، وتبعية القرار السياسي لبعض الاطراف للخارج، الأمر الذي يؤثر سلباً على ظهور آفاق للخروج من النفق.
يستند اصحاب هذه التوقعات الى البيانات والمواقف، التي تصدر بعد كل حدث او لقاء ثنائي او ثلاثي بين الدول المذكورة، ان كان في باريس او الخليج او غيرها، وكلها تدعو إلى ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية باسرع وقت ممكن، وتأليف حكومة جديدة تتولى القيام بالمهمات المنوطة، والقيام بالاصلاحات المطلوبة في مؤسسات الدولة اللبنانية واداراتها، وضرورة الالتزام بتطبيق اتفاق الطائف، فيما ينقل سفراء الدول المذكورة، هذه المواقف إلى المسؤولين اللبنانيين، ويلحّون على تنفيذها، ولكن دون جدوى حتى الان، فيما يبقى لبنان يتخبط بمسلسل ازماته المتعددة، والانتخابات الرئاسية معطلة، وحكومة تصريف الأعمال تتحرك بصعوبة، لتسيير ما تيسر من شؤون ومتطلبات المواطنين الملحّة والضرورية.
ولكن مقابل كل ما يتردد ويقال، لا يبدو بالافق ما يؤشر إلى قيام فرنسا، بأي تحرك على مستوى طرح مبادرة متكاملة لاخراج لبنان من ازمته الحالية، بالرغم من تأكيد فرنسا المتواصل والتزامها بمساعدة لبنان في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة، وقيامها بإجراء إتصالات ديبلوماسية مع الجانب الايراني لازالة العقبات التي تعترض حل الأزمة القائمة، بينما يلاحظ انه لم يصدر اي إعلان رسمي فرنسي بهذا الخصوص حتى الان، يؤكد طرح اي مبادرة، او القيام بأي تحرك فرنسي بهذا الخصوص، فيما لم يؤكد اي مسؤول لبناني تبلغه او علمه بوجود مبادرة فرنسية على مستوى رفيع، للمساعدة في اجراء الانتخابات الرئاسية واخراج لبنان من ازمته، بل ما ينقل عن بعض هؤلاء المسؤولين، استبعاده قيام فرنسا باي تحرك تجاه لبنان، ما لم يكن هناك تفاهم مسبق مع الجانب الإيراني بهذا الخصوص، لتأمين ضمانة عدم العرقلة من قبل حزب الله، حليف النظام الايراني، كما حصل في تعطيل مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتشكيل حكومة مهمة لانقاذ لبنان بعد تفجير مرفأ بيروت.

حزب الله يقود حالياً نهج التعطيل كما فعل بعد انتهاء ولاية سليمان

فالظروف والتطورات الاقليمية والدولية المتشابكة، واهتزاز العلاقات بين فرنسا وايران، بعد توقف مفاوضات الملف النووي الايراني، وموقف فرنسا من الاحتجاجات الشعبية في ايران، تؤثر بشكل عام على اي تحرك فرنسي يخطط له باتجاه لبنان، بالرغم من وجود اتصالات ثنائية لم تنقطع، ان كان مع الدولة الايرانية او مع حزب الله.ولذلك يتريث الجانب الفرنسي القيام باي تحرك تجاه لبنان في الوقت الحاضر، تجنبا لافشال تحركه من حزب الله الذي يقود حاليا نهج تعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان بالتحالف مع بعض الاطراف المؤثرين، كما فعل بعد انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود وبعده الرئيس ميشال سليمان.