بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 آب 2021 09:50ص لائحة لـ«حزب الله» للمطلوبين في عهدة الجيش والعشائر

حجم الخط

لا يوحي إطلاقا مشهد بلدة خلدة، ساحلاً وتلالاً، في نهار ما بعد حادثة إطلاق النار التي أدت الى مقتل ثلاثة من عناصر "حزب الله"، بما حلّ بالمنطقة قبلها بساعات وكاد يؤدي الى حرب أهلية مصغرة.

المنطقة هادئة تماماً حيث بقايا زخات الرصاص الغزير الذي اخترق المنازل الآمنة والمحال التجارية وصولا الى الطريق الدولي. حركة السير متواضعة قياساً الى الايام العادية وتتواءم مع توجس ساكني المنطقة المختلطة طائفيا ومذهبيا، والمتنوعة في أهلها وعشائرها، مما حدث ومما هو اعظم.

لكن الشعور العام هناك إذ يريد ابعاد شبح فتنة تطل برأسها وتمهد لمحطات مقبلة، إلا أنه يعلم تماما صعوبة الأمر، ولو كان ارتياح لعدم قدرة احد على تعميم المشهد الى حيث التخالط السني الشيعي، خاصة مع ورود أخبار كانت عبارة عن اشاعات مغرضة تناولت توترات في هذه المنطقة او تلك كما في البقاع مثلاً.

إنتشار الجيش اللبناني المتأخر ساعات كانت حبلى بالدماء، أثار التساؤلات والاستفهامات، ما يضع على الجيش مسؤولية أكبر في تقصي أثر المسلحين الذين تحدث عنهم في بيانه. وبدت واضحة امس اجراءات الجيش لا سيما في الاحياء الداخلية وتفرعاتها وقرب منزل آل شبلي، حتى ان العناصر العسكرية شرعت ولا تزال في تفتيش كل السيارات المارة في تلك الاحياء.

والحال أنه باتت في عهدة الجيش منذ ليل أمس "لائحة بالمرتكبين والمحرضين"، حسب أكثر من مصدر ممن يتولى مسعى التوسط وإخراج المنطقة من أتون ذلك التوتر الأهلي. والواقع ان المؤسسة العسكرية ومعها زعامات عشائرية تسلمت تلك اللائحة من قياديي الحزب الذي ينتظر الاعتقالات خلال "مهلة غير مفتوحة".

على ان أكثر من طرف يتولى الوساطات، على رأسهم الزعيم "الإشتراكي" وليد جنبلاط، ورئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، وهما الطرفان الاكثر "مونة" على العشائر التي تُتهم بإيواء المسلحين وخروجهم من رحمها والتي تشكل ذخراً دائما للتنظيمين خلال اوقات الشدة.

من الواضح ان "قطوع" نهاية الاسبوع الماضي منذ قتل القيادي في الحزب علي شبلي، قد مرّ، وأن المخاوف من معركة قريبة غير وارد. لكن "الأمور بخواتيمها" كما يؤكد الحزب الذي يؤيده جنبلاط وأرسلان في محاسبة من أطلقوا النار، وإن كانت ثمة اختلافات بين المعنيين بما حدث، ومنهم "تيار المستقبل" الذي يحتفظ بعلاقة طيبة مع العشائر وكان للمؤسس الراحل رفيق الحريري فضل تجنيسهم، حول طبيعة ما حصل وما اذا يمكن توصيفه بالكمين أو بالحادث وليد لحظته.

اليوم، وفي خضم مفاوضات تشكيل الحكومة، ينضم هذا الموضوع الى لائحة الاسئلة حول مصير التشكيل قبل يومين من ذكرى مأساة الرابع من آب.

مخاوف أمنية

ولعل من المتضررين من الحادث رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، الذي يطرح من في بيئته أسئلة حول توقيت كل ما جرى وهي أسئلة من نوع: من الذي يريد الإلتفاف على مساعي تأليف الحكومة؟ وهل يأتي كل ذلك لمنع التشكيل انعكاسا لواقع اقليمي مأزوم ودولي لم ينضج بعد؟ وهل جاء كل ذلك في خضم إيجابية عبّر عنها الرئيس المكلف خلال محطات تفاوضه المعقدة مع رئيس الجمهورية ميشال عون، ليوجه ضربة قاصمة لها؟

في كل الاحوال تترقب البلاد ما ستحمله الايام المقبلة وخاصة ذكرى 4 آب غدا، ويخشى كثيرون ان تلد الساعات المقبلة توترات على خلفية قطع طرقات او تظاهرات مفاجئة خارج اطار ما يحضر له من مسيرات شعبية سلمية من قبل مجموعات وشخصيات الحراك الشعبي وخاصة في منطقة المرفأ، ساحة تمثال المغترب تحديداً وصولا الى مجلس النواب. علما انه غالبا ما شوّهت مجموعات قدم الكثير منها من خارج العاصمة، التحركات السلمية في ساحة الشهداء ومحيطها، وقد يكون ذلك ما ادى، ضمن اسباب اخرى، الى تشويه الحراك وبالتالي إخماده بعد اسابيعه الاولى.