بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آب 2020 12:08ص لبنان ما بعد زلزال بيروت

حجم الخط
وحدث ما لم يكن في الحسبان وضرب زلزال العصر بيروت فانفجرت مواد نترات الأمونيوم الجاثمة منذ العام 2014 في العنبر رقم 12 الواقع داخل مرفأ المدينة. وفوراً وجهت بعض الأطراف السياسية اللبنانية عبر مناصريها أصابع الاتهام إلى حزب الله رغم نفي أمينه العام السيد حسن نصر الله ملكية الحزب لتلك المواد، أما عنوان التهمة فهو «حزب الله يصنع صواريخه الدقيقة من تلك المواد».

من هنا أجيز لنفسي سرد بعض التحليلات التي تنفي بشكل جزئي مسؤولية الحزب بالاقدام على تخزين تلك المواد في منطقة تقع تقريباً في وسط العاصمة بيروت وأقول جزئياً لأنه علينا انتظار جلاء الحقيقة ولو طالت مدة بزوغ فجرها، فبتاريخ 5 آب 2020 كشفت المخابرات التركية أسراراً خطيرة عن انفجار مرفأ بيروت «دون على غوغل المخابرات التركية تكشف أسراراً خطيرة عن انفجار بيروت»، وقد غاصت في تلاوة الرواية كاملةً حول مادة نترات الأمونيوم ابنة الباحث التركي المتوفي محمد كانبكلي التي استلمت حساب والدها على مواقع التواصل الاجتماعي عقب وفاته، فتقول أن «نترات الأمونيوم المادة الشديدة الانفجار تتواجد أساساً في مخابئ حزب العمال الكردستاني»، ثم أضافت أن «مصنعاً في تركيا يعود للكيان الموازي وهو الحزب المعارض للرئيس أردوغان الذي يتزعمه فتح الله غولن المتواجد في أميركا والمدعوم من مخابراتها، وأن الحزب التركي المعارض يقوم بتصدير هذه المادة إلى مصر ولبنان مع العلم أنها أي تلك المادة تتواجد في الأسمدة وهي كانت تنتج في مصنع يقع في منطقة بلكيسير التركية وصاحبه يدعى اسماعيل يواشجا». 
وما لفت الانظار أن جهاز الميت أي جهاز المخابرات التركية كان قد أفاد بأن مئات الشاحنات الخاصة أيضاً تذهب عن طريق مدينة ماردين التركية وهي محملة بهذه المواد فضلاً عن ابحار سفن تحمل تلك المواد إلى المكان المذكور آنفاً وعندما تحرى جهاز الميت عن تلك الشاحنات كانت ادارة الجمارك التركية تقول بأن ذلك العمل نظامي كما أن الوالي «أي المحافظ في تركيا» كان بدوره يقول أن العمل نظامي، لكن الصدمة أتت عندما بدأ جهاز الميت في التحري عن الشركة المستوردة في بيروت فتلقى جواباً مفاده بأن الشركة مكتبها فارغ وله لوحة معلقة على الباب لا أكثر. من هنا أود أن أسأل، هل يعقل أن يكون لحزب الله أي علاقة مع موالين لفتح الله غولن الموالي بدوره للسياسة الأميركية والمالك لمصانع نترات الامونيوم؟! 
ثانياً بتاريخ 5 آب 2020 نشر الصحافي والكاتب الفرنسي الشهير تييري ميسان على موقع شبكة فولتير الذي يملكه شخصياً تقريراً قال فيه أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بينيامين نتنياهو أمر بشن هجوم على مخزن أسلحة تابع لحزب الله بسلاح جديد تم اختباره لمدة سبعة أشهر في سوريا، وهذا السلاح هو عبارة عن صاروخ مزود بمواد نووية كميتها ضئيلة، وتابع التقرير قائلاً، لقد نفذت الغارة بتاريخ 4 آب عام 2020 في المكان الذي حدده نتنياهو خلال خطابه أمام الأمم المتحدة في 27 أيلول 2018 عندما أشار إلى موقع العنبر 12 على خريطة أمسكها بيديه وقال أن حزب الله يمتلك مواد نترات الأمونيوم في هذا العنبر، لكنه أخلى هذه المواد منه بعدما أدرك أننا اكتشفنا مكان تواجدها.
وهنا السؤال الذي يطرح، فرضاً أن حزب الله كان يخزن تلك المواد في العنبر رقم 12 وأخلاها تماماً عام 2018 لأن اسرائيل علمت بمكان تواجدها كما يقول نتنياهو، هل من الممكن أن يعمد إلى اعادة وضعها في المكان عينه وهو خير من يعلم بأن جهاز الموساد يعتبر من أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم ويمتلك كل أساليب الاغراءات؟! 
وبالمناسبة أشير إلى أن العضو السابق في البرلمان الاسرائيلي موشيه فيغلين كان قد علق عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً، مسموح لنا أن نغتبط وأن تغمرنا الفرحة ونقول بأن هذا الانفجار وقع في بيروت وليس في تل أبيب، ونحمد الله أن هذا الجحيم لو لم يحدث في بيروت كان سينزل علينا في تل أبيب على شكل زخات من الصواريخ وإذا كان نحن من فعل ذلك فعلينا المفاخرة، فليس هناك ما هو أخلاقي أكثر من هذا العمل، وفعلاً لقد استمتعنا في اسرائيل بهذا العرض الناري الجميل الذي شاهدناه في مرفأ بيروت وهو قد حصل على شرف عيد الحب اليهودي. 
تجدر الاشارة إلى أن وكالة فارس الايرانية قالت بأن الشكوك تحوم حول تورط الكيان الصهيوني في انفجار بيروت، بدليل أن بعض شهود العيان كانوا قد أفادوا بأنهم شاهدوا طائرتين حربيتين كانتا تحلقان فوق منطقة الانفجار وقد سمع هديرهما. 
وأختم قائلاً: الآن وبعد استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، المطلوب الاسراع في تسهيل تشكيل حكومة جديدة وبرلمان جديد على وجه السرعة خصوصاً في ظل استمرار مطالبة الثائرين في الشوارع بالغاء الحياة الحزبية من البلاد على قاعدة كلن يعني كلن. 
فالوقت إن طال مع استمرار تلك المظاهر، سيتيح لشبح الحرب الأهلية بالظهور من جديد، فالفتنة ما زالت نائمة فلندعها نائمة ولعن الله كل من تسول له نفسه بايقاظها.