بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 حزيران 2021 12:13ص لبنان يستصرخ نهج الشهيد الرشيد

حجم الخط
إن ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي تبعث فينا سيرة قادة كبار ورؤساء مميّزين ساهموا ببناء تاريخ مجيد لأوطانهم وشعوبهم، قيادات لازمتهم صفات ومناقبيات ورؤى وطنية وإستراتيجية ثاقبة التزمت تحقيق آمال وتطلّعات المواطنين في حياة حرّة كريمة وحقوقهم واحترام مواطنيتهم وإنسانيتهم. انها ذكرى لن تطويها الأيام والشهور والسنون وإنما ستظل باقية بسيرة حياته ومسلكه النقيّة والتي تكاملت شرفا مع غاياتها النبيلة البعيدة عن المصالح الشخصية والعائلية والسلطوية والطائفية والمذهبية والجهوية.
الرئيس الشهيد رشيد كرامي كان رجل دولة من الطراز الأمثل، مؤمنا بوطنه لبنان ودوره وموقعه وريادة شعبه بين دول وشعوب كثيرة، كان مدافعا صلبا عن هويته العربيه وعلاقاته الأخوية مع الدول العربية التي احتضنت لبنان وجعلت منه الوطن الثاني لها فكان مصيفها وجبلها وبحرها ومركز استثماراتها المالية ومشاريعها التجارية وكان الجامعة التعليمية لأبنائها ومستشفاها ومصرف ودائعها المالية. كما فتحت الدول العربية أبوابها للبنانيين كافة دون تفرقة أو تمييز أو استتباع للعمل والاستثمار وبات لبنان موصوفا عالميا بسويسرا الشرق تدليلا على تقدّمه وحسن ضيافته ولعلاقاته الحسنة والصادقة مع اخوانه العرب دولا وشعوبا، وكثير من هذه الفضائل اللبنانية كانت قائمة ومتواصلة مع شعوب ودول العالم الصديقة.
الرئيس الشهيد الذي اغتالته اليد المجرمة والأيدي المجرمة نفسها التي اغتالت الزعيم الوطني رياض الصلح والرئيس الشهيد رفيق الحريري والمفتي الشهيد حسن خالد، انه اغتيال للبنان الوطن ولشعبه ومؤسساته واغتيال لدوره ولمميّزاته ولتعايشه الفريد وحريته وديمقراطيته، واغتيال هؤلاء القادة الكبار التاريخيين كان المقدمة لإيصال لبنان الوطن وشعبه الى جهنم هذه القائمة فيه حاليا وبئس المصير.
الرئيس الشهيد رشيد كرامي بموقعه المسؤول لم يتحزّب لجهة أو لموقع أو لطائفة، كان وطنيا لبنانيا عربيا إنسانيا بامتياز، قاوم دعوات التفرقة والتقسيم والفدرلة وحكم المليشيات والمافيات المالية والتجارية. كان مسؤولا هادئا بمسلكه وتصرفاته وحتى مع خصومه لا يعرف لردات الفعل سبيلا بل سبيله دوما الحكمة والمشورة والوقوف مع المظلومين بالداخل والخارج، وكان تعاونه الصادق والمسؤول مع الرئيس اللبناني القوي بحكمته والصلب باحتكامه لدستور بلاده وقوانينها الرئيس الجنرال فؤاد شهاب المثل والمثال في بناء دولة القانون والمؤسسات مع شريكه الرئيس الرشيد فأنجزا معا حكومة للبنان اثر ثورة ١٩٥٨ من أربعة أقطاب لبنانيين ولم يختلفا يوما على لبنان وبناء وسيادة دولته وحفظ قضائه واستقلاليته ولم يعرفا معا ما نسمعه اليوم من سياسيين حملتهم الى مواقع المسؤولية في الدولة ظروف وحالات ومداخلات لا علاقة لها بالكفاءة ولا الريادة ولا الحكمة ولا المقدرة. حمى الله لبنان من صغار القوم وولدانهم ومراهقيهم. المجد والخلود في الحياة والممات للقادة الكبار الذين تخلّد ذكراهم الأوطان والشعوب ووقانا الله مراهقة الصغار.