بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الثاني 2023 12:00ص لرسم مستقبل وطن توّاق إلى السيادة والحرية

حجم الخط
عملاً بعلم الإجتماع ونظراً للطاقة التي تُخزنها الشعوب الحضارية، وإيماناً منّا بدور الشباب في كل المجتمعات وخاصةً في المجتمع اللبناني، نحن وبكل ما أوتينا من ظروف سنكون مع شبابنا لرسم مستقبل وطن توّاق إلى السيادة والحرية وكرامة الإنسان. الشباب اللبناني بالنسبة إلينا نحن في المؤسسة هو خزّان الطاقة في وطننا التي من شأنها تغذية الوطن بخطوات إندفاعية وتمّدها في الإزدهار ولدفعه إلى الأمام بعد طول فترة إنتظار أو إذا أردنا توصيفها: «فترة المُحل».
إستناداً إلى إحصاء وردني من جهة رسمية كنتُ قد طلبته من الوزارة المعنية بواسطة مكتب الدراسات في المؤسسة تبيّن لي أنّ وطني لبنان يتميّز بطاقاته الشبابية، وهم نسبة مرتفعة لا يُستهان بها... والمؤسف أنّ هذه الطاقة الشبابية تواجه الكثير من المعضلات والمشاكل حيث من المستحيل غض النظر عنها خصوصاً في هذه المرحلة، علماً أنّ الوضع السياسي - الاقتصادي - المالي في البلاد يؤثر سلباً على هذا الواقع من هنا كَثُرَتْ الهجرة الشبابية إلى الخارج وأصبح لبنان يفتقد لخيرة شبابة والمُشكلة على ما يبدو مخطط لها على كافة المستويات والحُكّام في لبنان ليسوا معفيين من هذا الجرم الخطير.
عقدتُ العزم أنْ أطرح موضوع الشباب في بداية هذا العام لنشكِّل خريطة طريق من أجل إنقاذ شبابنا من الذوبان في مجتمعات العالم، ونُصِّر في مؤسستنا على ملامسة هذا الواقع بكثير من الصدقية والشفافية، حيث لا بُـــدَّ من الإعتراف أنّ الطاقة الشبابية اللبنانية مهملة في وطننا وهي في مرحلة تضليل ممنهجة يقودها حُكام طائفيّون مذهبيّون في ظل وضع سياسي غير مستقر. إنّ الدراسات التي وصلتنا تُثْبِتْ أنّ الشباب اللبناني تعترضه صعوبات جمّة في ظل وضع سياسي داخلي متعثِّر ووضع إقليمي غير مستقر أفضى إلى هجرة كبيرة من النازحين السوريين والمؤسف أنهم اختلطوا في المجتمع اللبناني وأثّروا سلباً على واقع المعيشة في لبنان وتلقائياً على الشباب اللبناني.
ما يُعاني الشباب اللبناني أمر مؤلم ومُستنكر، وبما أننا أخذنا على عاتقنا حلحلة بعض الأمور وضمن الإمكانيات المتاحة عقدنا العزم على إيجاد المخارج اللائقة لهذه الأزمة الخطيرة، ولأننا نؤمن بأنّ الحاجة ماسّة إلى هكذا خطوات علينا أولاً أن نعمل إلى التطوير العملاني وبشكل أساسي على طاقات وكفاءات شبابنا الكامنة في أفكار وعقول وسواعد شبابنا، ثانياً علينا عدم تركهم يتخبّطون في منظومات يفبركها جهلة السياسية في لبنان من خلال تضليلهم الإعلامي...
لكل شخص يرغب في التعاون معنا من أجل جيل شبابي مثقف ومنفتح ومنتج عملاق لا بُــد لنا من وقفة صادمة في وجه كل سياسي أو رجل دين يُهملان الواقع الشبابي وعلينا العمل على حلحلة كل التحديات التي تواجه الشباب لننتقل فيما بعد إلى تحديد الرؤية المُثلى فيما يتعلق بهموم شبابنا وأحلامهم وتطلّعاتهم.
إننا وإستناداً إلى الدراسات التي وصلتنا وبأغلبيتها خَلُصَتْ إلى الإعتبار «من الواجب الإنفتاح على الطاقات الشبابية المجمّدة خلافاً للأصول الديمقراطية...» إنّ مسألة مشاركة الشباب في العملية الديمقراطية مسألة جد موضوعية ودقيقة وحسّاسة وهي مُسلّمة جوهرية وعلينا تنقية الوضع القائم الذي يعفي الشباب من المهام الوطنية، وتفسح المجال أمامهم للمشاركة في رسم السياسة الوطنية على معيار وطني - علمي وليس إرتهاني...
إنّ جــوهر عملنا السياسي - الفكري - النضالي هذه السنة سيتمحور حول تأمين الفرص لمشاركة الشباب في رسم السياسة الوطنية العليا عن طريق السعي لإدخالهم في إدارات الدولة لتستفيد من علومهم وخبراتهم، لأنّ شبابنا بطموحاتهم العظيمة سيحصنّون مجتمعنا من كل ما يتهددهُ من أخطار، كما سيُسهم في إنخراطهم في حياة الوطن في شتّى الميادين، وبالتالي يعزِّزْ مشاركتهم في صناعة القرار الوطني الصادق البعيد عن الإرتهان والتبعية على ما هو عليه اليوم مع من يحكمون لبنان.