بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آذار 2021 12:02ص لماذا يتجاهل السيد حسن نصرالله «حق العودة» لأموال اللبنانيين؟!

حجم الخط
يستمر حزب الله في بقائه على كوكب مختلف عن الذي يعيش به اللبنانيون! إذ لم يجب السيد حسن نصر الله في خطابه أمس على أي من «الكوابيس» الأساسية التي تفتك بعقول اللبنانيين!

لم يتضح من خطاب «السيد» متى سيسترجع اللبنانيون أموالهم المنهوبة وودائعهم المسروقة من المصارف! ولم يتضح أيضاً من أين ستأتي الحكومات بالمال «الكاش» الذي يحتاجه لبنان لمحاولة الخروج من جهنم مالي، غير كافٍ، حتى في حال حصوله، لإخراج لبنان من استمرار تفكك الدولة. ولم يتضح من كلامه من هو المسؤول وماذا حدث فعلاً في قضية قتل مئات اللبنانيين في ثالث أكبر تفجير في التاريخ، وهو تفجير بيروت...

حزب الله شريك في حكومات أساءت إدارة أموال اللبنانيين وسهلت سرقتها!

لا مجال للدفاع عن حاكم مصرف لبنان، ولا عن المصارف، في قضية تدهور الوضع المالي الكارثي في لبنان وعن مسؤوليتهم في سرقة أموال وودائع اللبنانيين. ولكن حزب الله هو شريك في الحكومات المسؤولة عن أكبر جريمة مالية في التاريخ، وعن سرقة هذه الأموال بسياساتها، وبمحمياتها المالية الموزعة على الزعماء والطوائف، وبعدم السماح باستقلال قضاء قادر على مساءلة الفاسدين واسترجاع الأموال المنهوبة. وقد نُهبت معظم هذه الأمول تحت أعين كثير من وزراء للمالية محسوبين مباشرة على الثنائي أمل-حزب الله. السؤال الأساسي لحزب الله ولشركائه في السلطة من رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة، الى الرئيس المكلف، الى رئيس مجلس النواب... متى ستعود أموال اللبنانيين إليهم؟!

حكومات المحاصصة تمعن في البقاء في جهنم!

يدعو السيد حسن نصرالله في خطابه أمس الى حكومة يشارك فيها الجميع. ويتحدث عن الأزمة التي وصل إليها لبنان. ويتجاهل من أوصل لبنان الى هذه الأزمة. فدعوته هذه تثبت بالفعل استمرار نهج محاصصاتي طائفي مذهبي هو الذي أوصل اللبنانيين الى جهنم. إن العودة الى حكومات سياسية «طبيعية» بين موالاة ومعارضة هي طموح كل الشعب اللبناني بعد تحقيق أسس دولة حضارية حديثة، مبنية على المواطنة وعلى العدالة الاجتماعية في دولة موحدة وبسلاح الجيش وحده وفي محور واحد هو لبنان.

ما الأقسى: قطع الطريق على الوجع أو وجع من يقطع الطريق؟!

من الضروري ألا ينجر أي كان في لبنان الى حرب أهلية تقضي على أي شرارة أمل لاستعادة الوطن! هذا في حين يعترف السيد حسن أن لبنان كان متروكاً من دون مسؤول في الفترة الأخيرة وأنه تمّ وضع القوى الأمنية «بوج الناس». أما ما يقوم به «قطاع الطرق»، وهو التوصيف الذي يُعطى للثوار، هو أقل وأصغر بكثير مما قام به حزب الله وحلفاؤه من تقطيع أوصال بيروت في الاعتصام بين 30 تشرين الأول 2006 و 21 أيار 2008 (18 شهرا والذي أدى الى تدمير كامل للحياة الاقتصادية في العاصمة. هذا الاعتصام الذي لم ينتهِ سوى باتفاق الدوحة! وبالمقارنة بين ما يقوم به المحتجون في الدول المتحضرة مثل فرنسا واسبانيا وما يحصل في لبنان، فإن ثورة لبنان هي ما تزال ثورة ملائكة.

غياب الدولار الكاش استمرار للارتفاع الجنوني لسعر الصرف وتعريض لجمهور «الحزب»!

يتهم الكثيرون اليوم حزب الله بقطع الطريق أمام بناء الدولة. واذا كان السيد حسن نصرالله اعترف مراراً بوسيلة قطع الطرقات كوسيلة تعبير مدنية، فهي تحسب له وعليه. إن قطع الثورة لطرقات الوجع والفساد اليوم هو نتيجة تخاذل السلطة وقهرها للناس. ولن ينفع السيد حسن تحذيره في وجه قطع الطرقات. فالأجدى هو سحب فتيل تفجير الفوضى الأمنية التي تطل برأسها في ظل قهر اللبنانيين وتجويعهم حتى داخل بيئة وجمهور حزب الله، المعرضين ككافة اللبنانيين لارتفاع جنوني للدولار يستحيل ايقافه في ظل غياب للدولار الكاش في الأسواق. وجمهور الحزب عبّر في الشارع أنه جاع خلافاً لوعود «السيد» له. 

الثورة أم الفوضى!

لو كان اللبنانيون في بحبوحة لما كانوا قد ثاروا. ولكنهم أمام خيارين اليوم في ظل غياب الدولة: الثورة ام الفوضى!