أرشيف المقالات

أمر يثير الاستغراب ففي اليوم العالمي للانتصار على النازية والفاشية أن يصدر قرار عن البرلمان الألماني البوندستاغ وبضغط من العدو الصهيوني في ألمانيا باعتبار حركة المقاطعة العالمية (BDS) حركة معادية للسامية.

ونرى ان عقدة الذنب الألمانية الناتجة عن جرائم النازية ضد اليهود تعمل لتغطية جرائم.

لماذا لم ترَ هذه المجموعات الاعتقال الإداري، لماذا لم ترَ هذه المجموعات عدد المعتقلين في السجون الذين تتجاوز مدة حبسهم عشرات السنين؟

لماذا لم ترَ هذه المجموعات قتل المواطنين الفلسطينيين المتمسّكين بحق العودة الى وطنهم يومياً وهدم البيوت واقتلاع الأشجار وبناء المستوطنات؟!

ان ألمانيا التي غادرتها النازية الى غير رجعة، توجب على هذه المجموعات البرلمانية الألمانية وإنطلاقاً من الحق الإنساني أن تقف مع الفلسطينيين في نضالهم، غير ان التمسّك بالدولتين على أرض فلسطين من أصحاب هذا المنطق ويبقى عليهم واجب حماية فلسطين من الجرائم التي يرتكبها الصهاينة، وكنا ننتظر من هذه المجموعات الوقوف صفاً واحداً ضد بناء المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية منعاً «لإقامة الدولتين» هي جريمة بحق الفلسطينيين والعرب.

لا يجوز ولن ترضى الإنسانية جمعاء أن يصدر مثل هذا القرار ضد (BDS) سنداً لحجة واهية عن المجموعات البرلمانية الألمانية، وكان عليها أن تعادي وتقف ضد كل ما هو فاشي ونازي وعنصري المتمثل اليوم في كل الجرائم الصهيونية التي ترتكب على أرض وضد شعب فلسطين وتحت أعين العالم.

ونقول لماذا لم ترَ هذه المجموعات الجدار العنصري؟؟

ولماذا لم ترَ هذه المجموعات الأسرى المعتقلين في السجون والمعتقلات الصهيونية وطريقة معاملتهم السيئة اللإنسانية لهم ولأهاليهم؟

ولماذا لم ترَ هذه المجموعات اعتقال الأطفال الذين بلغ عددهم في الشهرين الأخيرين أكثر من 250 طفلاً في سجون مجدو وعوفر والدافوت.

على القوى الحية في العالم بعامة، والرأي العام العربي والإسلامي بخاصة، للتحرّك ضد هذا القرار لعدم قانونيته ولعدم إنسانيته والعمل على إبطاله واسقاطه بكل الوسائل القانونية والبرلمانية والحكومية المتاحة وعلى المجموعات البرلمانية الألمانية الرجوع عن هذا القرار لمخالفته القرارات الدولية التي تجرم الاستيطان وما ينتج عنه من بضائع وسوى ذلك وتعتبره كالاحتلال وأمراً غير مشروع.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب.