بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 كانون الأول 2020 12:01ص لنقف جميعاً بوجه الهلاك والخراب الأخير

حجم الخط
الدستور الحالي أكد على الميثاقية، ووصل إلينا بعد مئات آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين والمختطفين هذا عدا التدمير والخراب في البلاد من أقصاها الى أقصاها، وهدر لخمس عشرة سنة من عمر الوطن.

لماذا لم يطبّق الدستور؟ ولماذا لم يتم إنجاز مجلس الشيوخ واللامركزية الإدارية وقانون الانتخاب الوطني المنشود والإنماء المتوازن...؟

ألئنكم من تحكّم بالبلاد والعباد، وأنتم من رحم الفكر الميليشيوي وتجيدون أساليبه الفتنوية والطائفية والمذهبية، ومحترفين في الفساد والافساد الذي تأسست مداميكه منذ العام 1975 واستمر بعد العام تسعين وحتى يومنا هذا، وبعد أن أُصْبِغَت عليه شرعية مزيفة أوصلتنا الى الهلاك وطناً وشعباً، وأصبحنا بحاجة الى إنقاذ، وطرد هذه الطغمة المرتكبة لكل أنواع الجرائم عن سابق تصوّر وتصميم لكن بعد المساءلة والمحاسبة.

وحدث كل ذلك لانكم فاقدو الكرامة والشهامة والعنفوان ومعنى الوطنية واحترام حقوق الإنسان، فعليكم الرحيل.

لقد صدق غاندي حين قال: «يوجد سبعة أشياء تدمّر الإنسان:

السياسة بلا مبادئ، المتعة بلا ضمير، الثروة بلا عمل، المعرفة بلا قيم، التجارة بلا أخلاق، العلم بلا إنسانية، العبادة بلا تضحية».

سبحان الله كل هذه الأشياء متوفرة فيكم، ومتجذّرة، وكأن غاندي كان يصف ويرسم شخصياتكم من زمن بعيد.

وفي بيروت أم الشرائع ومرضعة القوانين لا يجوز أن تفسروا الدستور والقوانين تفسيراً خاطئاً يخفي ارتكاباتكم فتوهمون الشعب ان هذا هو الصواب.

أطال الله عمر العلّامة حسن الرفاعي والرحمة لروح ريمون اده وفؤاد خوري وأنور الخطيب ونصري المعلوف وبهيج تقي الدين وصبحي المحمصاني وأوغست باخوس وادمون نعيم وغيرهم، والرجال الرجال من نقباء المحامين والمحامين الذين كان لهم دور مشهود في المشاركة بوضع القوانين، لكن مع الأسف جاء من يعطّل تنفيذها ويخترع لها معانٍ مخالفة لروحها ومضمونها ونصها.

ان هذا النوع من الفاسدين حوّل مجتمعنا الى مجتمع بائس وصحّ القول المأثور فيه:

«لا تنتظر من مجتمع بائس لا يستطيع وضع القمامة في مكانها المناسب أن يضع لك الرجل المناسب في المكان المناسب».

هكذا وصلت البلاد الى هذا الدرك الأسفل من الفساد والافساد «فكان قديماً يدعى فساد وحتى كبر فـ «ساد»، ولا حل لمأساتنا إلا بالعمل للخلاص والإنقاذ.

وآن الآوان للقوى الحيّة في مجتمعنا اللبناني لأن تأخذ المبادرة لقيام قيادة شعبية قادرة على طرح برنامج وطني ومطلبي موحّد. باتت أكثر بنوده بالتداول، وما علينا إلا التشبيك الشعبي المنظم والهادف لنصل الى شاطئ الأمان قبل الهلاك والخراب الأخير.



* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب