بداية، أعتزّ وافتخر ويُشرّفني أنني مقاصديّ من ألف إلى ياء دراستي، وفي نمط تفكيري ونهجي وتعاملي في الحياة.
تأسست «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت» في سنة 1878م، على يد كوكبة خيّرة من رجالات المجتمع وفعالياته. واعتُبر كتاب «الفجر الصادق» بمثابة البيان التأسيسي لها، وهو يضُم، بالإضافة إلى شرح ماهيّة وأهداف الجمعية، أسماء الأشخاص الذين موّلوها من المسلمين والمسيحيين من بيروت ولبنان وبلاد الشام. وقد أنبتت نواة التأسيس 143 سنبلة من عمر مديد ملؤه العطاء والنجاح، وإلى المزيد من السنابل المليئة الشامخة بإذن الله.
ومعلوم أن المقاصد جمعية خيرية إسلامية لا تبغي الربح، تسعى لإنشاء مجتمع متميّز مبني على مبادئ الدين الحنيف والقيم السامية النبيلة والانتماء العروبي والوطني. وتقوم من خلال مؤسساتها المختلفة بتقديم خدمات تربوية واستشفائية ورعائيّة وثقافية متميّزة.
ولقد تعرّضت المقاصد في تاريخها الطويل للعديد من المصاعب والمحن والملمّات، وكانت تخرج منها في كل مرّة أكثر منعة وصلابة وشباباً وحداثة بفضل ما قيّضه الله لها من قيادات حكيمة وواعية، ومن التفاف المجتمع حولها ومؤازرتها.
وفي هذه الأيام التي يمّر بها لبنان في أحلك ظروفه، لا تخافوا على المقاصد ولا تخشوا شيئاً، فلها ربّ يحميها، ولديها قبطان ماهر حازم يُحسن قيادة دفّتها عبر العواصف والأنواء، عنيت به رئيس مجلس الأمناء الدكتور فيصل سنو، بالتعاون مع أعضاء المجلس، والتشاور مع لفيف من أصدقاء الجمعية، ومن خلال دعم ومساندة الخيّرين الكرام.
ختاماً، واكبوا المقاصد وساندوها على قدر استطاعتكم وقدراتكم وإمكانياتكم، وكونوا دائماً معها كما هي دائماً معكم، ويد الله مع الجماعة.