بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الثاني 2023 12:00ص ما هو «المجتمع المدني المحافظ»؟

حجم الخط

مع الفجوة التي تكبر مع الوقت في صفوف النواب التغييريين وأساسها الخلاف في الاصطفاف السياسي في البلد بين بقايا خط 14 آذار ومن اختاروا البقاء في منطقة الوسط الرمادية، خرج في صفوف المجتمع المدني من ينادي بخط ثالث تحفّظه هذه المرة اجتماعي معترضاً على مناداة تغييريي الوسط "بما هو ضد قناعة مجتمعنا" من ناحية، وجنوح التغييريين المتعاطفين مع 14 آذار، في المقابل، نحو طروحات بعيدة عن الشعار الشهير "لكن يعني كلن".

أطلق هذا التيار نفسه، بعد تحضيرات اتخذت أشهرا، في طرابلس قبل أيام. هو "الخط الثالث" الذي أعلن عن تسمية جديدة غير مألوفة تحت مصطلح: "المجتمع المدني المحافظ".

لكن ما هو هذا المصطلح وبماذا يختلف عن المجتمع المدني المتعارف عليه؟

يُبسط المؤسس في الخط مالك المولوي الإجابة بكلمات مختصرة حول الخلاف الحاصل: هو الخط المعارض للأجندات والعادات الغربية المستوردة من الخارج مثل المساكنة وحقوق المثلية الجنسية والزواج المدني..

هي نظرة وسطية "كانت مغيبة"، بين اليمين واليسار في المجتمع المدني وبات ضروريا أن تعبر عن نفسها بعد أن كانت الاساس الذي استندت عليه قوى التغيير عبر الحركات الاعتراضية المدنية للوصول إلى الندوة البرلمانية.

"اليوم نقول للمغيبين بات لكم هوية وعليكم تكثيف جهودكم لجلب نواب يشبهونكم وليس جلب من هم في السياسة مثلكم ثم يغدرون بكم في القضايا الاجتماعية التي لا تشبهكم".

هي إذا نظرة اجتماعية تغلب على السياسية، أم أنهما تتكاملان؟

يذهب المولوي الى عامل التكامل. هو خط ثالث في السياسة والاجتماع والاقتصاد والدين وضد القضايا الاشكالية. "فنحن حركة سياسية وطنية مدنية تحترم ثقافات هذا الشعب وتكون قابلة للتحديث والتكييف حسب الظروف.معتدلة محايدة لا إلغائية ومتطرفة. أي

تحترم التعددية".

ماذا بعد؟

الخطوة المقبلة تنظيمية على امتداد الساحة اللبنانية على طريق خوض كل الاستحقاقات المقبلة ومنها الانتخابات البلدية بعد أشهر ومن ثم الاستحقاقات النقابية والطلابية وصولاً إلى النيابية. "سنبحث عن مرشحين للانتخابات المقبلة في كل المحافظات. نحن الأكثرية التغييرية ومن غير المقبول أن نبقى بعيدين عن الساحة التي تُحتكر للآخرين، فلائحة "إنتفض" مثلا في طرابلس حصلت على نحو 15 ألف صوت، فلماذا لا نُعبر عن أنفسنا؟".

وأمام إشكالية الطابع السني، يُقر المولوي الغلبة الاسلامية على الخط، لكنها ليست سوى البداية، علما أن هناك الكثير من المسيحيين المحافظين لكن غير المتشددين في لبنان، والمعنى هو الحفاظ على الثقافة الأخلاقية للشعب ورفض الثقافة الغربية.

لا ينتظر المؤسسون تأييد الطبقة التقليدية "والعصابات الحاكمة التي تعد بالنسبة لنا الخط الاول، والخط الثاني هي اليسارية العلمانية المتشددة ونحن الخط الثالث".

ويبدو ان السياسيين التقليديين، وإن كانوا يحتفظون بمسافة عن هذا الخط في طرابلس على سبيل المثال لا الحصر، إلا انهم يفضلونهم على غيرهم من التغييريين وهو ما عبّر عنه بعض الاقطاب للخط الثالث مباشرة "كون البلد المنهار لا يحتاج الى طروحات اجتماعية كالتي شهدناها اليوم".

"القوات" و"حزب الله".. وما بينهما

ينطلق الخط من قبوله من قبل السياسيين لتوسيع التحرك، وهو قبول ظهر في حضور الانطلاقة وفي الايجابية التي قوبل بها من قوى عدة في مناطق مختلفة ومن تلك القوى من هي على امتداد مساحة مناطقية كبيرة مثل "القوات اللبنانية" و"حزب الله"، وأخرى ذات رمزية شمالية أيضا مثل "الجماعة الإسلامية" و"جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية"..

فمن طرابلس، حيث مهد المحافظة اللبنانية، أطلق الخط الثالث نفسه بمشاركة من البقاع وصيدا وبيروت وفي حضور مجموعات معهودة مدنية مثل "حراس المدينة" و"نور طرابلس" و"طرابلس تنتفض" و"ثوار المدنية" و"ثوار الأرض" و"العزم والسعادة"..

ويوضح المولوي أن أعضاء الهيئة التأسيسية هم ثمانية يتوزعون على مناطق مثل إقليم الخروب وصيدا والمتن وبيروت، "وننتظر لنوسعها من أعضاء من عكار والضنية، وسنجري انتخابات بعد أكثر ستة أشهر.. في هذا الوقت ننتظر العلم والخبر للإعلان عن انطلاقة رسمية في بيروت".