بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيار 2023 12:01ص ماذا يعني تحول اتحاد جمعيات العائلات البيروتية الى «NGO»؟؟ ولماذا التهافت للهيمنة على استقلالية قراره؟؟

حجم الخط
يبدو ان الرأي العام البيروتي،بمعظم عائلاته في الاتحاد وخارجه، ليس على بينة بتحول إتحاد جمعيات العائلات البيروتية من جمعية عائلية كلاسيكية و تحوله رسمياً الى « NGO» , أي منظمة غير حكومية ذات مصلحة عامة لا تخضع لحكومة ولا لمؤسسة دولية. هذا المستجد، دوراً وبنية، لا يمنعه التعاون او تلقيه مساعدات ودعماً من حكومات ومؤسسات واهبة من أجل تحسين حياة الآخرين عبر الانشطة الإنسانية والتعليمية والرعاية الصحية و السياسة العامة غير الفئوية، والانشطة الإجتماعية وحقوق الإنسان والبيئة وغيرها من الانشطة والخدمات، كما أن تأسيسها و نشاطها لا يخضعان لرقابة او تبعية للحكومات الوطنية أو المؤسسات الدولية «.
انطلاقاً من هذا التعريف الواضح الذي لا يحتمل اي اجتهاد لدور الإتحاد المبتغى، معطوفاً على المادة الاولى من نظامه الاساسي التي تنص على :
« تأسس في الجمهورية اللبنانية جمعية أهلية إجتماعية ثقافية إنمائية غير سياسية لا تتوخى الربح «،
بناء على ماتقدم، أصبح لزاماً الكشف عن خطورة و أبعاد تهافت مرجعيات وتشكيلات سياسية متعددة فقدت دورها وتقلص حضورها وكان لها دوراً مشهوداً في تعميم نظام و ثقافة الزبائنية المرتكز على الشللية والإستزلام داخل الاجتماع البيروتي، على حساب قيم التعاضد المجتمعي ومكارم الاخلاق من أجل الصالح العام البيروتي، وذلك بغية الهيمنة والسيطرة على مقدرات اتحاد العائلات ما يعمق التباعد والتفرقة الاهلية حتى ضمن العائلة الواحدة، و عليه نورد الامور التالية :
١- ان تدخل بعض الأطراف السياسية في انتخابات الهيئة الادارية العتيدة للاتحاد سيفقده تصنيفه الرسمي
كمنظمة غير حكومية لا تتوخى الربح «NGO» تجاه المنظمات الدولية والسلطات اللبنانية.
٢- تسعى هذه الاطراف السياسية من خلال الهيمنة على قرار الإتحاد التعويض عن بدل ضائع فشلت في ترسيخ استمرارية حضورها في الاجتماع البيروتي على مختلف الصعد.
٣- ان جميع محاولات ترسيخ بدعة فرض رئيس جديد للإتحاد من خارج آلية الانتخاب القانونية،ترهيباً او ترغيباً، وبأشكال متعددة إنما هو خرق قانوني فاضح للنظامين الاساسي والداخلي للإتحاد و عبثاً موصوفاً في المسار الديمقراطي ولحرية واستقلالية قرار العائلات البيروتية ويشكل إهانة شخصية لجميع أعضاء الهيئة الإدارية العتيدة.
٤- إن الإرتقاء بمسيرة الاتحاد التنموية بيروتياً، يتم من خلال احترام شروط التصنيف الجديد للاتحاد ك»NGO « عبر الإعلان عن مسارات توجهه : الخيري، الخدمي،التشاركي والتمكيني، وهذا لا يمكن تحقيقه بعقلية بدائية غير علمية، يلفظها وجدان العائلات البيروتية المقدر للعلم والتطور، بل عبر اعلان الإتحاد عن رؤية تنموية نهضوية علمية مدينية تتجاوز الخفة والسطحية التي تطبع الكثير من الاطراف السياسية البائسة ممارسة وتمثيلاً اللاهثة للسيطرة على قراه.
٥- يتوجب على الاتحاد الاستفادة من نخب العائلات الشابة والمتخصصة في هذه المسارات، الامر الذي يفتح المجال لاجيال عائلات بيروت الشابة الانخراط في تجديد بنية الاتحاد والمشاركة في عملية النهوض التنموي التي فشلت في تحقيقها معظم الفعاليات السياسية البيروتية باستثاء البعض ممن كانوا خارج السلطة.
٥- إن إدارة مهام الإتحاد بصفته «NGO « وفق الشروط الملائمة لهذا التصنيف، يجب ان تتم بواسطة هيئة إدارية يتم انتخابها من الهيئة العامة وفق القوانين والانظمة المرعية الإجراء، ولكي تتسم أعمال الهيئة الادارية العتيدة للاتحاد بالنجاح، يجب أن تتوفر لدى أعضائها ورئيسها عنصر القدرات والمهارات الشخصية القيادية والحس النقدي الايجابي على قاعدة المراقبة والمحاسبة للفعاليات السياسية و التمثيلية، نيابية كانت ام بلدية، كما توفر الخبرات المتنوعة لديهم في الميادين التي تطلبها العملية التنموية المدينية.
٦- على اعضاء الهيئة الادارية المنتخبين ان يتوفر لديهم تصور واضح ومشترك لأهداف الإتحاد، وفق تصنيفه الجديد، وحسب سلم الحاجات والاولويات، وتأكيد الالتزام تجاه تلك الأهداف، كما العمل وفق برنامج عمل محدد المهام والتوقعات يعلن ويناقش امام الهيئة العامة للاتحاد.
٧- إننا نتوجه الى جميع الزملاء والاخوة اعضاء الهيئة العامة للإتحاد بضرورة الإنتفاض على كل أشكال التبعية السياسية المباشرة أوالمقنعة والمشاركة بكثافة رافضين جميع أشكال اللوائح المعلبة مع فتح المجال امام باقي العائلات التي لم تأخذ دورها بعد في الهيئة الادارية، كما رفض جميع محاولات الهيمنة على حرية و استقلالية قرار اتحادكم المهدد بكيانه في حال تشظيه جرّاء سيطرة و تناتش السياسيين عليه، و لأنه بقراركم الحاسم هذا، تثبتون انتمائكم لبيروتكم اولاً وستكونون في هذا الزمن الرديء الذي اوصلونا اليه، قد فتحتم الامل للإنطلاق في إحداث فارق نوعي في الممارسة المجتمعية على الساحة البيروتية ونموذجا متجدداً في التعاضد وعمل الجماعة والصالح العام والتوافق على كلمة سواء.

* رئيس جمعية بني الخياط