بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 آذار 2022 12:00ص محطات نضالية في مسيرة «اتحاد قوى الشعب العامل» (3/3)

حجم الخط
1/الدائرة العربية 2/الأفريقية 3/ الإسلامية - إيمان بجوهر الرسالات السماوية.  الخالدة، -الحرية السياسية، (-الديمقراطية) الحرية، الاجتماعية - (العدالة) أي حرية الوطن وحرية المواطن، وتحالف قوى الشعب العاملة (عمال، وفلاحين، ومهنيين، وجنود، ورأس مالية وطنية)، استقلال بلا تبعية وبلا طبقية، والوحدةالعربية في إطار من تكامل الوطنيات وجدل الإنسان باعتباره قائد التطور وغايته، وبالسياسة الخارجية مناصرة حركات التحرر الوطني والاستقلال والحياد الإيجابي وعدم الانحياز.

لقد تركز النضال الاتحادي منذ البداية بتعزيز الجامعة اللبنانية كونها جامعة الوطن وينبغي أن تكون أم الجامعات اللبنانية، ثم تعزيز الوحدة الوطنية الشعبية، القضايا القومية العربية وأولها الوحدة العربية، القضية الفلسطينية والصراع العربي - الصهيوني باعتباره صراع وجود لا صراع حدود، وفي أول يوم من كانون الثاني أعلن عن إنشاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني -فتح- وبرز ظهور العمل الفدائي، وكان يعتمد السرية في لبنان والأمن اللبناني يلاحق من يتعامل أو يلتحق بالعمل الفدائي، فاعتقلت الفدائي الفلسطيني جلال كعوش ثم أعلنت وفاتة داخل السجن وكان الشهيد الفدائي الأول على أرض لبنان فتحرّكت قيادة الاتحاد شجبا واستنكارا وجمعت التبرعات المالية وزارت عائلة الشهيد في مخيم عين الحلوة بالجنوب اللبناني وقد رافق الوفد ممثل عن منظمة التحرير الفلسطيني محامي المنظمة شوقي ارملي، واشتدّت العلاقة بين الاتحاد وبين المنظمة ومديرها المناضل اللبناني-الفلسطيني شفيق الحوت وقدّم الاتحاد وشبابه دعما جماهيريا للمنظمة وللفدائيين مواد غذائية من صنع نساء بيروت وبطانيات، وجرى التعاون مع اللجنة النسائية بالمنظمة وفتيات الاتحاد بمشروع كنزة المناضل الفدائي، إضافة إلى سلسلة مهرجانات جماهيرية تعرض فيها أفلام وثائقية للفدائيين وتدرّباتهم وقد حضر احداها مدير المنظمة  المناضل شفيق الحوت بمنطقة المسلخ، وتوسّع وانتشر الدعم الشعبي الجماهيري من خلال نضال الاتحاد إلى كل مناطق بيروت والنبعة وتل الزعتر حيث المخيم الفلسطيني، وسجل الاتحاد أنه أول فريق شعبي لبناني يدعم العمل الفدائي الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية وما زال هذا الدعم والتأييد والذي انتقل مع قيادات منظمة التحرير ومع قيادات حركة فتح الشهيد المناضل أبو عمار وأبو جهاد واخوانهم القياديين والمشاركة بأعمالهم السياسية من اجتماعات ومهرجانات وخطب شارك فيها رئيس الاتحاد الأخ كمال شاتيلا وقياديين اتحاديين ثم مهرجان شعبي كبير أقامه الاتحاد في صالة سينما الكونكورد كان أبو عمار خطيبا فيه. ان  هذا المقال الذي يأتي بمناسبة إحياء يوم التأسيس بـ 57 سنةلا يمكن أن يختصر بمقال أنه بحاجة لمجموعة كتب تحكي وتروي عن أول تنظيم قومي عربي ناصري الفكر والحركة والنضال بل والإعلام الناصري وبلورة كل ذلك أمام جيلنا الناصري الذي شاركنا أو صادقنا أو دعمنا ولأجيال قادمة بمشيئة الله تعالى وتوفيقه، فالنضال الاتحادي الناصري لاتحاد قوى الشعب العامل ومؤسساته، المؤتمر الشعبي اللبناني ومؤسساته لجان العمل الجماهيري الناصري، الشعبي والطلابي والجامعي، في كل مناطق بيروت والضواحي والمحافظات اللبنانية والبلدات والقرى/ ومؤسسات الاتحاد المتخصصة منها، /هيئة الإسعاف الشعبي/ وتقديماتها الجليلة والعظيمة والكبيرة، ومستوصفاتها التي انتشرت في كل المحافظات اللبنانية ودفاعها المدني واسطول سيارات الإسعاف لكل بيروت منذ بداية الحرب اللبنانية وفي أغلب محافظات لبنان والتفاعل الهيئة مع الجسم الطبي والممرضين والممرضات وخلال انتخاباتهم وتقديم الطبابة والدواء وبالتالي اتحاد الشباب الوطني الذي قاد وما زال يقود النضال الشبابي الاتحادي في المدارس ودور المعلمين والجامعات ومع حركة الشباب اللبناني والعربي أينما تواجد فضلا عن الحالات الثقافية من محاضرات وندوات ونشرات إعلامية وأدبية وشعرية وتعزيز اللغة العربية والكتابة والرياضة والكشفية والتأليف، أعمال تتكرر وتستمر ولا تنقطع أو تتوقف بإذن من الله العليّ القدير/، والاتحاد النسائي/ ودوره على صعيد المرأة والفتيات والتدريب على أعمال التمريض والنضال النسائي وإقامة معارض أشغال يدوية  في لبنان والخارج كمعرض لندن الناجح. /ثم هيئة أبناء العرقوب/ بمواجهة الاحتلال الصهيوني ومشاريعه الطبيعية وتحريم التعامل معه وتوجيه الدول نحو المنطقة ومزاريعها وأصحابها اللبنانيون أهل العرقوب وضريبة النضال باعتقال إسرائيل عدد من قيادة الهيئة وشبابها، وما زال النضال قائما ومستمرا وبحوار دائم مع المقاومة وقيادة الجيش اللبناني وتصعيد النضال حتى تحرير كامل المزارع والعرقوب بكافة مزارعه ومواقع الاحتلال وبإشراف وتوجيه من قيادة الاتحاد ورئيسه الأخ كمال شاتيلا الذي يلقى دائما التقدير والاحترام من أهالي المنطقة والأهلين لهذه المنطقة التي كانت غائبة عن الدولة والمسؤولين وما زالت.

بعد هذا العرض غير المستوفي كل وقائع الحركة النضالية الاتحادية وما واجهته من نجاحات وتحديات وإشاعات وهجمات من خصوم وأعداء ومن المتضررين من نجاحات، هذا الفريق من الشباب وخاصة أن جذوره العربية والناصرية عميقة، وهذة هوية الأمة العربية، ولأننا ما زلنا في مرحلة  الستينات، نشير انه ورغم ابتعادنا عن الموقع النيابي والترشح لعضوية المجلس النيابي غير أننا ومن موقعنا كطلاب دعمنا ترشيح السيد معين حمود دون معرفة سابقة سوى أنه يدير بلبنان الشركة البحرية المصرية وقدّم نفسه كعروبي تقدمي بانتخابات 1964 ولما لم يحالفه الحظ والنجاح هجر العمل السياسي، وكنا قد شغلنا مركز اتحاد القوى الوطنية التي كانت تشغله سابقا المقاومة الشعبية العام 1958 الكائن بمنطقة البسطة الفوقا وفي انتخابات 1968 النيابية جاءنا السيد وجيه عجوز وكان يشغل مدير شركة طيران الشرق الأوسط وقدّم نفسه عروبيا ويحب مصر وعبد الناصر طلب التأييد أبلغناه أننا نحن وأنت نعلن أن يكون تأييدنا نصف تأييد  فوافق.  ودافعنا لذلك/ ان الانتخابات مناسبة شعبية كاسحة علينا أن لا تكون بعيدين عنها وأن نكون مع الناس ونتعرّف عليها وتتعرّف علينا، وانها  منبر إعلامي مسموع لدى الناس علينا أن نسمعهم خطابنا النضالي وأهدافنا العربية الناصرية وأنها فرصة مهمة لنا لتدريب أنفسنا والملتزمبن والأنصار على هكذا معارك كبرى وتنمية الثقة بالنفس والتخطيط وهكذا شاركنا بكل المهرجانات التي كان يتحمّل مصاريفها المرشح نفسه وكان تأييدنا دون أية منافع لا مالية ولا وظائف وكنا صادقين على ما اتفقنا عليه.

وفي 5 حزيران من العام 1967 عشنا المسؤولية عالية ما قبلها  وعند وقوعها، وكانت هزيمة عسكرية مروّعة أدّت إلى احتلال صهيوني لثلاث دول عربية وشكّلت صدمة عربية شعبية، لكن الاتحاد وقيادته رفض التعامل مع النكسة والاعتراف بها وتوزعت قيادته وكوادره وكل الملتزمين والملتزمات بين الناس مبشّرين بخطاب نهضوي يعيد للناس إستعادة الثقة مع تحليلات لما عانته أمم وشعوب، لكنها لم تستسلم وما عليها إلا رفض الهزيمة والاستمرار ورفعنا شعار: السيد المسيح مات وبقيت المسيحية وانتصرت ومات محمد عليهما السلام وبقي الإسلام وانتصر، وحرّكنا الشارع في لبنان ورفض استقالة جمال عبد الناصر وقاد الاتحاد المظاهرات الشعبية حيث خرج المواطنون عن بكرة أبيهم كما يقولون والدموع تتدفق من أعينهم وعلى مدى يومين 9/10 حزيران الجماهير المتدفقة طوفان بشري صادق وغير مسبوق إلى أن أعلن القائد الزعيم جمال عبد الناصر العودة عن الاستقالة عاد الأمل مع صانع آمال الوحدة والتحرير.

وأثبت اتحاد قوى الشعب العامل قيادة وأعضاء وأنصار وأصدقاء وكثير من الشعب العربي الذي شكّل عند الاستقالة طوفان بشري في معظم البلاد العربية بل في جميعها تمسّكا بقيادته والبقاء في مهماته، وكان استفتاء شعبي عارم بلا صناديق اقتراع وبلا تدخّل من سلطات أو مخابرات أو إيعاز من أحد كما روّج وما زال أعداء العروبة والعملاء والحاقدون الفاقدون نعمة الصدق والإخلاص والثقة الممنوحة من الله لعباده المؤمنون.

نقف هنا لنستكمل فيما بعد هذه المسيرة المظفرة والتي وجدت كعمل نضالي ثوري خارج كل تلك العوامل التي بموجبها تتكون  معظم الأحزاب والتنظيمات. إنها تجربة ذاتية خالصة بإستثناء «الفكر الذي أرساه للأمة جمال عبد الناصر» وأسلوبا وحركة ونهجا وتجربة لم تستنسخ تجربة أحد فاعتمدنا على الله وعلى أنفسنا والتاريخ العظيم لأمة العرب التي هي أرض الرسالات السماوية الخالدة ومبعث شرائع الله ورسله وأنبيائه والفتح الاسلامي العربي الذي نقل شعوبا من عبادة ما صنعه الإنسان بيده إلى عبادة الله خالق كل شيء وإليه الرجوع.   

بدأوا حلقة طلابية من حلقات العروبة خارج أي زعامة اقطاعية أو سياسية أو سفارة عربية وأجنبية، امتدادا لأي نظام عربي أو جهات أو أحزاب أو منظمات ما  أو وليد كيانات قائمة ثم انشطرت وأوجدت مبررات لوجودها أو أجهزة حكومية وغير حكومية، طلاب، ثم  شباب جامعي أخذ طريقه النضالي بدون مال من أحد أو رعاية سياسية أو أمنية من أحد، إيمان بالله تعالى وبرسالاته السماوية الخالدة وتمسّك بأخلاق حميدة عالية لا مكان عندهم لأي محرمات على أنواعها وليس بينهم كاذب أو مخادع أو احتيال هذه قيم يعترف لهم بها الخصم قبل الصديق وعندهم التزام كامل بالمبادى وبالأسلوب والقيادة، نعود لما سنستكمله من عناوين. 1- وفاة الزعيم جمال عبد الناصر 2-انتخابات 1972 وفوز مرشح الاتحاد الذي اختارته القيادة بعد أن تبيّن أن المرشح الاتحادي المعد سلفا للترشيح دون العمر المطلوب لستة أشهر. 3- تلازم مع الانتخابات الملاحقات بدعوى من رئيس الجمهورية لرئيس التنظيم  والمرشح. 4- مؤتمر ليبيا للقوى الناصرية. 5- حرب مصر وسوريا 1973 المجيدة والدعم التاريخي قبل وأثناء الحرب من التنظيم للدولتين. 6- الحرب الأهلية اللبنانية 1975 وتبعاتها وتداعياتها ودور التنظيم خلالها. 7- العلاقة الاتحادية والمنظمات الفلسطينية. 8- الجبهة القومية. 9- نفي رئيس التنظيم الأخ كمال شاتيلا16عاما. 10- العودة بعد النفي. 11- بناء المؤسسات الاتحادية. 12- المؤتمر الشعبي اللبناني. 13- لجنة المتابعة لمؤتمر بيروت والساحل. 14- لقاءات واجتماعات رئيس التنظيم مع رؤساء الدول العربية. 15- قضايا ونضالات ومواقف يرويها الأقدر رئيس التنظيم  الأخ كمال شاتيلا.

ولسوف تفرد مساحة الاجتياح الاسرائيلي الغادر للبنان العام 1982/ وتداعياته ومواجهته ثم تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، ثم معركة المجالس المحلية التقسيمية، اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب اللبنانية ووضع أسس لبناء الدولة ومؤسساتها المؤتمرات الشعبية والاختصاصية لعدد من القضايا الوطنية والعربية والدينية.