غيّب الموت رجلاً بيروتياً مؤمناً هو المرحوم الصديق محمد علي دريان (أبو فايز) شقيق سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان.
عرفت الفقيد منذ ستينات القرن الماضي في المركز الزراعي لمرفأ بيروت حيث كان يضم فرع لمكتب الفاكهة وآخر لوزارة الزراعة.
الراحل العزيز كان من الرجال الملتزمين بدينهم دين المحبة والسلام، آمن بأركانه ومارسها في حياته بكل الإيمان والرضى.
قام المرحوم بعمله بكل الشفافية والدقة والانتاج والمواظبة، وتحلّى بالنزاهة فكان المثل والمثال في تنفيذه للمهمات التي يكلّف بها بكل الصدق والأمانة والاخلاص.
أبو فايز رحمه الله كان وفيّاً مع أصدقائه فأحبوه، وبادلهم الحب والاحترام، ناصري بإمتياز محبٌ للزعيم الراحل جمال عبد الناصر بمواقفه القومية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية، ومتمسّكاً باللاءات الثلاث التي رفعها القائد: (لا صلح لا مفاوضات لا اعتراف).
كان فقيدنا الراحل الذي غادرنا من دنيا الفناء الى دنيا البقاء عاملاً للخير دائماً، متفانياً في مساعدة الضعيف معيشةً وصحة أياً كانت ديانته وانتماءاته وجنسه ومذهبه، فكان بذلك بيروتياً أصيلاً لنشأته وتربيّته في عائلة ميثاقية شاركت مشاركة فعلية في استقلال لبنان (والده وأعمامه) رحمهم الله جميعاً، وذلك راجعٌ لصلتهم الوثيقة مع رجال الاستقلال في بيروت ولعلاقتهم المباشرة مع دار الفتوى منذ ولاية المفتي الأكبر الشيخ مصطفى نجا حيث كان سكن العائلة وما زال على بُعد أمتار منها.
خسارة وطنية وبيروتية لغيابك يا أبو فايز، نتقدّم بأحرِّ التعازي القلبية لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان وللعائلة الكريمة، تغمّدك الله برحمته وأنزلك منزلة الصدّيقين والأبرار.
* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب