بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آذار 2022 12:00ص محيي الدين القطب.. التزام العلم وعمل الخير

حجم الخط
ترتبط مسيرة الحاج محيي الدين عبد الغني القطب ارتباطاً وثيقاً بمدينة صيدا، بكل تفاصيلها مُنذ ولادته وحتى رحيله (عن 82 عاماً).

المولود البكر للحاج عبد الغني القطب والحاجة عائشة القطب، الذي أبصر النور في مدينة «زهر الليمون» بتاريخ 1 أيلول/ سبتمبر 1942، ربّياه والداه مع شقيقيه رياض وسامي على الأخلاق الحميدة، وحب العلم، والالتزام بالتعاليم الإسلامية السمحاء، وعمل الخير، ومُساعدة الآخرين، وهو ما ساروا عليه كلٌ في المجال الذي اختاره، فأبدعوا.

البداية كانت في مدارس «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا، حرصاً على أن يكون مُحصّناً بالتعاليم الإسلامية ونهل العلم، وهو ما كان، حيث تخرّج منها في بدايات ستينيات القرن الماضي، قبل الانضمام إلى «جامعة بيروت العربية»، التي نال منها بكالوريوس تجارة - قسم المُحاسبة.

مع تخرّجه عمل مُساعداً قضائياً في وزارة العدل، إلى أن ترك ذلك في العام 1981.

من تعلّم الوفاء، انضم إلى الهيئة العامة لـ«جمعية المقاصد» في صيدا، التي أصبح عضواً في مجلسها الإداري ثم نائباً لرئيسه.

كما كان عمل الخير حافزاً له بالإنضمام إلى «جمعية جامع البحر الخيرية»، التي انتُخب رئيساً لهيئتها العامة.

كذلك عضوٌ في العديد من الجمعيات الخيرية في صيدا، التي تشهد بصماته على دوره الريادي فيها.

كذلك انتخب عضواً في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى كأحد مُمثلي مدينة صيدا لعقود عدة.

كما أولى التعليم اهتماماً، فعمل أستاذاً مُحاضراً في «جامعة القديس يوسف» - فرع لبنان الجنوبي.

من آمن بالعلم، وجد ضالته مع مُبادرات الرئيس رفيق الحريري بتأسيس «المُؤسسة الإسلامية للثقافة والتعليم العالي» (مُؤسسة الحريري) في العام 1979، التي تولّى مهام مُدير المُؤسسة في مدينة صيدا حتى تقاعُده، عاملاً بتوجيهات رئيسة المُؤسسة النائب بهية الحريري.

أعطت مُبادرات الشهيد الرئيس ثمارها، في طليعتها تأمين العلم لعشرات آلاف الطلاب، الذين استفادوا منها وأصبحوا في مراكز مرموقة، في صيدا ولبنان وعلى المُستويين العربي والدولي.

في ربيع كل عام كان يطلُّ الحاج محيي الدين القطب ليُعلن عن نشاطات «معرض الكتاب العربي» في صيدا، الذي استمر لعقود عدّة.

ارتبط بعلاقات وطيدة مع أبناء الشعب الفلسطيني، الذي وُلد قبل نكبتها، ووعى مخاطر المُؤامرة التي اقتلعت شعب من أرضه.

يمتاز «أبو عبد الغني» بدماثة خلقه، وجدّيته وحزمه وصلابته، ورفض الخروج عن القانون، بل الالتزام بتنفيذه بحذافيره.

يرحل وقد آلمه ما يمُرُّ به لبنان والعالمين العربي والإسلامي من استهداف.

ترك صدقة جارية بعمل الخيّر، وعلم يُنتفع به استفاد منه كُثر، و3 شبان: عبد الغني، الدكتور مازن والدكتور مروان، الذين ربّاهم مع شريكة عمره غانية البساط على حب الخير والالتزام بالتعاليم الإسلامية والعلم، فنهلوا منه، وأيضاً مع حفيد يحمل اسمه.

تغمّد الراحل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه.