بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 شباط 2020 12:00ص «مسرح الساعة العاشرة» وراء جدران «برلين»: الثقة! (2 من 2)

حجم الخط
سقطت ثقة الشارع بشكل مدوٍّ وحصل الوزراء الذين مشوا على أجساد الشعب الى البرلمان على أقل من ثقة الذين عيّنوهم. تحوّلت جلسة الثقة الى حفلة تنكرية، جلسة «عيد البربارة». كل نائب من الذين حضروا لبس قناعاً! الذين عينوا المستشارين وزراء، لبسوا أقنعة «الشرعية» وقد فقدوها من زمان! والمستشارين الوزراء لبسوا أقنعة الاختصاصيين المستقلين!! والمعارضة التي أوصلت البلاد خلال ثلاثين عاماً من الحكم الى ما نحن عليه لبست أقنعة معارضة الفساد!!! ومن أين جاء الفساد؟ هكذا انتهت الديمقراطية في لبنان في حفلة تنكرية احتاجت لحمايتها الى تنكيل هائل من قوى الأمن على أنواعها بالشعب المعترض على هذه المنكرات والأقنعة! 

كان شامل روكز الشهابي العسكري السابق الوحيد الذي أدان التنكيل بالناس المحيطين بالمجلس والمعارضين وامتنع عن لباس قناع وقاطع الجلسة. 

ولو كان «مسرح الساعة العاشرة» ما زال قائماً لكان خصّص لها برنامجاً خاصاً! 

نحن في القعر القعر، وذاهبون الى أعمق من ذلك، ولا اظن ان الإنسانية والتاريخ شهدا طبقة حاكمة فاسدة مستحكمة حكمت لبنان ثلاثين سنة تماماً كما عصابات «علي بابا» حين تدخل الى الكهف! 

وقفة من القلب مع حزب الله: ما هي المقاومة؟

صمدت المقاومة الحقيقية لتحرير لبنان في الثورة، ولم تكن مقاومة لحزب الله «لتحرير فلسطين». وحزب الله سيضعف كثيراً جداً بعد انقطاع التمويل الإيراني له، بعد الحصار الأميركي. 

وهنا لا بد من وقفة مع «حزب الله»: «المقاومة»، «المقاومة»، «المقاومة»! قَدَّسوا الكلمة ولكن من ليس مع المقاومة؟ ولكن أي مقاومة؟ مقاومة الفساد وكبح الحريات ومقاومة الفساد وانتهاك حقوق الانسان ومقاومة تدني مستوى التعليم ومقاومة الاستبداد مقاومة التنمية والجهل ومقاومة المرض، ومقاومة كل الأمراض التي فتكت بالإنسان العربي على يد الدكتاتوريات العربية التي اضاعت فلسطين وهي تزعم انها تعمل لتحريرها. 

بعد مقاومة الأمراض العربية يُشفى الانسان العربي ويصبح قادراً على المقاومة وفي مستوى اقوى من إسرائيل، ولكن الفقير المعدم الجاهل المعدوم الكرامة المريض، ليس قادراً على المقاومة وتحرير فلسطين. 

تعال يا حزب الله الى مقاومة امراض الانسان العربي، وبعد ذك يشفى ويصبح قادراً واقوى من إسرائيل، من هنا يصبح حزب الله، حزب العرب في تحريرهم ثم في قيادتهم الى النصر على إسرائيل، كما حصل في الأحزاب الكبرى في التاريخ. 

وبحكم عزلة لبنان ستكبر البطالة ونقترب من المجاعة ويقول جميل السيد اننا سنذهب الى حكومة عسكرية، ولكن لبنان جرّبها وأسقطها في ثلاثة أيام. 

رحم الله موسى الصدر

والأمل على ما بقي من رجال ونساء أقوياء اثبتت لهم التجربة ان التغيير لم يعد منه بدّ، فإلى دولة مدنية عصرية طاهرة، لأن في تاريخنا عظماء مثل الإمام الصدر الذي قتله نبيه بري حين حوله الى رئيس ميليشيا ترتدي ثياب ضباط وعسكر قوى الأمن في حراسة «جدران برلين». ولم يترك نبيه بري ولا عَلَماً من علماء الشيعة الا قتله: الإمام محمد مهدي شمس الدين الإمام حسن فضل الله وكثيرون كثيرون غيرهم، رفعوا رأس الطائفة الشيعية وكانوا يسيرون بها لإعادة مكانتها التي تستحقها في لبنان!   

يدفع الشعب الفقير ضرائب لحرس المجلس رواتبهم، ليقتلوه من فوق السطوح، او يقتادوه الى باحات التعذيب داخل البرلمان! 

رحم الله موسى الصدر ذلك العملاق الكبير الذي ما كان يحصل هذا الانهيار لو بقي حياً، ورحم الله محمد مهدي شمس الدين وحسن فضل الله وغيرهم، رحم الله ريمون اده ضمير لبنان الذي يبقى حياً بيننا بوطنيّته ومسيرته التي كانت قدوة! رحم الله صائب سلام الذي كان الزعيم الإسلامي الكبير الذي تصدى للوصاية السورية ولكل وصاية! 

جميل السيد... أذكى بكثير من عبد الحميد السراج في السياسة

رحم الله فؤاد شهاب الذي بنى دولة عصرية نظيفة طاهرة تكون في خدمة المجتمع اللبناني بكل مكوناته، أسقطوه ليشعلوا حرباً أهلية، انتهت سخونتها وقت الطائف لتبدأ بعد ذلك باردة وعلى اشد ما تكون الحروب ضراوة. 

رحم الله بشير الجميل، واقولها في الوقت الذي صالحت أكثر الدول العربية إسرائيل! تعاون مع الشيطان لإسقاط «الدويلة الفلسطينية» التي كانوا يريدونها بديلاً عن الدولة اللبنانية! واحترمت كثيراً اللواء جميل السيد حين قال على شاشة التلفزيون: كنا ضد بشير الجميل ولكن يجب ان نعترف أنه غداة انتخابه انتظمت الدولة في أيام، لأن حكم الدولة يحتاج الى هيبة. 

ولقد كان جميل السيد في حديثه وفي سياسته أذكى بكثير من عبد الحميد السراج الذي حكم مخابرات سوريا أيام عبد الناصر. لأن جميل السيد أثبت بذكائه انه ليس رجل مخابرات فحسب، بل هو رجل سياسة ايضاً. والآن يحاول ان يخرج الشعرة من العجينة. ولا سيما ان الدويلة الفلسطينية، كانت هذه الدويلة تسعى عبر جونيه وعيون السيمان الى «الوطن البديل». 

الثورة طويلة ومكلفة وهي بحاجة الى تنظيم

والآن... 

هناك الثورة اولاً التي هي ذاهبة الى المعركة ولو جربوا حكم العسكر وقد كانت ساحة النجمة منذ أيام «حكومة عسكرية»، فهذا تضييع وقت. 

الثورة بحاجة الى تنظيم، لأن الطبقة الفاسدة الحاكمة ومستشاروها يعدون العدة لفتح السجون واهراق الدماء على خطى كل الزعماء والدكتاتوريات العربية، وهي يجب ان تبرز الشخصيات التي تطل بها على المجتمع اللبناني والعربي والدولي، لتكون بديلة عن طبقة «بوسطة عين الرمانة». 

الثمن المنتظر كبير!!! ولو نجحنا في الثورة سنكون قدوة للعالم العربي بأسره وللإنسان العربي في كل بلد عربي، وهذا هو طريق تحرير فلسطين وهذه هي المقاومة!

وإذ ذاك نجد علاجاً لقضية فلسطين ولسائر قضايا الحرية والتعليم وكرامة الانسان في لبنان وفي البلاد العربية. 

وكفى تجارة بقضية فلسطين التي استبد حكم العسكر بتحريرها، ففقدناها مثنى وثلاثي ورباعي، حتى وصلنا الى صفقة القرن التي لا تُرمى في المزابل في حركة استعراضية بل تُرمى من انسان عربي يقول لماذا وصلنا الى هنا؟ ويشرح بالعقلانية كيف وصلت التجارة بفلسطين الى هذا الحضيض؟ والكويت رائدة في هذه العقلانية فلماذا هذه المسرحية؟ 

ففي الوقت الذي نزل فيه الانسان العربي الى أدنى درجات الانحطاط والثقافة والحرية والمرض والجهل، فإن رئيس وزراء «إسرائيل» «نتنياهو» والذي وقف مختالاً الى جانب الرئيس الأميركي ترامب، كان وما زال ملاحقاً بالفساد وجلسة محاكمته قريبة، وسيدخل السجن ويدفع ثمن فساده!! وقبل سنوات حكم رئيس وزراء الدولة العبرية إيهود أولمرت وادخل السجن لفساده! 

وإسرائيل تُصدّر التكنولوجيا الإلكترونية الى الصين! 

تعلموا من اعدائكم. وكفى تجارة بتحرير فلسطين عن طريق أحمد سعيد والدكتاتوريات العربية. 

لنقوى على التفاوض مع إسرائيل ونكون لها الند بالند. 

نحارب إسرائيل بالعلم والحرية وكرامة الانسان وبالطهارة والصحة والعافية وليس بأحمد سعيد ولا بمحاكمات المهداوي ولا بملالي إيران وأمبراطوريتهم الفارسية. 

 من هنا نبدأ. 

كما فعلت المانيا بعد الحرب وبعد تحررها من النازية. 

آن الأوان لقطع مسيرة تحرير فلسطين من يد العسكر والدكتاتوريات، فنحن كما يقول ضمير الشعراء نزار قباني: 

نحن مسافرون نحن في سفينة الأحزان

قائدنا مرتزق

وشيخنا قرصان

مواطنون دونما وطن

مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن

مسافرون دون أوراق..

وموتى دونما كفن

نحن بغايا العصر

كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن