بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 حزيران 2021 12:02ص مسيرة بيروتية اليوم ضد «الإهمال» و«الأحزاب»

حجم الخط
في تحرك هو الأول من نوعه منذ أشهر، يجتمع اليوم في منطقة الأونيسكو شباب من بيروت من مشارب وانتماءات مختلفة تعبيرا عن الاعتراض البيروتي المتحفظ حتى اللحظة الماضية عن الإجهار الحاد، على تدهور الوضع العام للمدينة كما على ممارسات ظهرت يرفضها من سيجتمع وينطلق نحو قصر العدل في مسيرة سلمية خارج الإصطفافات الحزبية.

يحاول المتجمعون اليوم من سكان العاصمة بغض النظر عن «السجل البيروتي»، وغالبيتهم من منظمي نقاشات ودعوات الواتساب، رفع الصوت جهارا على الكثير مما صمت عليه البيارتة سابقا. صحيح ان هؤلاء انضووا في حراك 17 تشرين، الا ان هذه المشاركة بدأت باستقلالية كون لا اطار جامعا خاصا بالبيارتة، قبل ان يشكل هؤلاء سريعا مجموعات من العاصمة سارت في ركب «الثورة».. قبل انكفائها.

لكن ما جعل هؤلاء يطلقون تحركاتهم ما زال قائما حتى اليوم لا بل يزداد سوءا مع تراكم الازمات. والبيارتة الذين خرجوا في الانتفاضة عبر شعارات على مساحة لبنان، يريدون استعادة مشهد تلك البداية الجميلة والتأسيس لما هو مقبل من نشاطات يحضر لها الكثير ممن سكنوا العاصمة ويعترضون على ما حلّ بعاصمتهم.

على ان تحرك اليوم في الأونيسكو الذي يبدأ تجمعه في الرابعة والنصف قبل الانطلاق في الخامسة على خط سير واحد حتى قصر العدل قرب المتحف، سيضم ليس فقط من في بيئة «الثورة» مثل الكثير ممن اجتمعوا في إطار مجموعة «ثوار بيروت» و«الكتلة الثورية» وغيرهما، بل كل من يريد رفع الصوت، وفي هذا الاطار تحضر مجموعات المجتمع المدني ووجهت الدعوة مثلا الى «الصليب الأحمر اللبناني» وجمعيات وهيئات معنية برفع الصوت على المستوى العام.

هي اذا مجموعة بيروتية شبابية تريد الخصوصية عبر اعادة بث شيء من الروح والنفس البيروتي، من دون الانفصال عن الجو العام للانتفاضة. والهدف وضع حد للانكفاء الحاصل والتصدي للغبن اللاحق بالمدينة، فلا رضا على نواب العاصمة والوزراء ولا على اداء بلديتها ولا على محافظها.

وفي ذلك ادانة لكل القيمين على العاصمة من قوى سياسية، وسط مشهد عام مأساوي يختصره حال العاصمة وغلاء المعيشة وطوابير المنتظرين هذه الايام على محطات الوقود ومشهد النفايات وكثرة المتسولين.. ولسان حال المحتجين: كفى! 

إبعاد «السياسي» لصالح «المطلبي»

قبل اعلان التحرك خرجت بين المشاركين دعوات اتخذت طابعا سياسيا حادّا اتخذت من تظاهرة «الحزب السوري القومي الإجتماعي» عنوانا للتصويب على قضايا خارج اولوية غالبية المنظمين ومنها طبعا سلاح المقاومة.

على ان الرأي استقر على ايلاء الجانب المطلبي الاولوية والتوصل الى مخرج «سياسي» عبر توجيه الاتهام الى الجميع من دون استثناء وتحميلهم مسؤولية ما آلت إليه الاوضاع تحت الشعار المحبب «كلن يعني كلن». ومع هذا العنوان يحضر آخر يخص المناسبة: «بيروت ما بتموت». ومعه أيضا شعارات المرحلة التي لا تنطفىء: «كرمال شهداء المرفأ اللي راحوا، وكرمال قطعة الكهرباء والبنزين والميّ، كرمال غلا السلع، وعتمة الطرقات والجوَر، كرمال المال المنهوب، والشعب اللي نصوا بلا شغل، والنص التاني اللي عمبيشتغل، بمعاش ما بكفيه أكل وشرب.. لاقونا!».

من هنا لن توجه الانظار على احد معيّن والوجع الجامع للجميع سيحدد المطالب ويوحد المشاركين بلا لافتات حزبية وقد يتم التخلي عن اللافتات الثورية ايضا، في سبيل شعارات عامة وفضفاضة تناسب الجميع.

سيؤسس هذا التحرك لحضور اكبر في المرحلة المقبلة وخاصة الفاصلة عن الانتخابات النيابية في تحضير لكل المعارك المقبلة كون المجموعات تعتبر نفسها في حرب مستمرة مع السلطة. 

لا يخفي المشاركون اليوم سعيهم نحو تحقيق خرق في الحضور السياسي لممثلي العاصمة في الندوة البرلمانية وهذا من حقهم. وهي فرصة لإعادة تزخيم حركة الناس في الوقت الذي تسعى فيه السلطة الى لملمة خساراتها الشعبية وهي تمكنت من ذلك نسبيا مع استغلالها الأزمة المعيشية لتقديم مساعدات تريد عبرها تقديم رشوة للمحتاجين.

لكن المجموعات ومنها طبعا تلك البيروتية، تريد العمل على نار هادئة في انتظار موعد الانتخابات المفترض بعد عام، بينما تفيد احزاب السلطة عامة من تقريب موعد الانتخابات لتقليل الخسائر قدر الإمكان كما تعتبر تلك المجموعات..

سيحاول اليوم «الثوار» البيارتة حشد التأييد أو أقله تسليط الضوء على مسيرتهم وسط مواكبة متفق عليها من قوى الامن ورغبة اكيدة من قبل المشاركين في منع أية مظاهر غير سلمية للتحرك.

كيف عاش بناة الأهرامات؟

وتشير السجلات التاريخية بما في ذلك أوراق البردي التي تم اكتشافها عام 2013 في وادي الجرف على ساحل البحر الأحمر في مصر، إلى أن مجموعات كبيرة من العمال - الذين لقبوا أيضا بـ«العصابات» - قد ساعدوا في جلب مواد بناء الأهرامات إلى الجيزة.

حيث تحكي البرديات التي عثر عليها في وادي الجرف عن مجموعة مكونة من 200 رجل يرأسها مفتش يدعى «ميرير» (Merer). وتروي البرديات أن هؤلاء العمال قد نقلوا الحجر الجيري بالقوارب لمسافة تقدر بـ18 كيلومترا على طول نهر النيل ابتداء من طرة وصولا إلى منطقة الهرم الأكبر، حيث تم استخدام الحجر لبناء الغلاف الخارجي للنصب التذكاري.

لا تزال البرديات التي توضح تفاصيل تاريخ بناء الأهرامات في طور فكّ شفرتها وتحليلها (وزارة الآثار المصرية).

ووفق ما أورده موقع «لايف ساينس» (Live Science) في تقرير له، فقد صرح بيير تاليت، أستاذ علم المصريات في جامعة باريس السوربون (Paris-Sorbonne University) والذي يفكّ رموز البرديات المصرية مع فريقه، بأن العمال بناة الأهرامات كانوا يحصلون على نظام غذائي مكون من التمر والخضروات والدواجن واللحوم، إضافة إلى المنسوجات التي يتوقع أنها كانت تعتبر نوعا من المال في ذلك الوقت.

ولا تزال البرديات التي توضح تفاصيل تاريخ بناء الأهرامات في طور فك شفرتها وتحليلها، لكن النتائج تشير إلى أن العصابة التي يقودها «ميرير» كان لها الدور الأكبر في بناء الأهرامات، ويبدو أن هؤلاء العمال قد سافروا عبر معظم أنحاء مصر، وقاموا بتنفيذ العديد من مشاريع البناء والمهام التي تم تكليفهم بها. وهذا يثير تساؤلا حول ما إذا كانوا جزءا من قوة مهنية مستقلة بحد ذاتها في ذلك الوقت.

(المصدر: لايف ساينس).