بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 أيلول 2018 06:49ص مصادر ديبلوماسية غربية لـ «اللواء»: نصائح بتحصين الوضع الداخلي قبل فوات الأوان

حجم الخط
أبلغت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة انّ الأمل في ولادة الحكومة يبدو ضعيفاً جداً، فالشروط المتبادلة بين كل الافرقاء السياسيين الى تصاعد مستمرّ، وكل فريق متمسك بما يسميها حقوقه، وهذا يؤكد بما لا يقبل الشك انّ القرار بتأليف الحكومة لم يأت بعد، وقد لا يأتي في المدى المنظور.
وأوردت المصادر معلومات تفيد انّ مسار التفاهمات الداخلية معطّل، مشيرة الى نصائح وردت الى مسؤولين لبنانيين من جهات ديبلوماسية إقليمية ودولية تحثّ على ترتيب البيت اللبناني وتحصينه في هذه المرحلة بالذات، عبر حلّ للمعضلة الحكومية وفق صيغة «لا غالب ولا مغلوب»، اذ انّ الوقائع الميدانية في سوريا تَشي بتطورات قد تحدث في اي لحظة، يخشى ان تفرض إيقاعها على المشهد اللبناني الداخلي، وتبقي الملف الحكومي في المربع ذاته. وعلى هذا الأساس مطلوب من الجميع التحلّي بالحسّ الوطني، وتقديم التنازلات المطلوبة.
وتضيف معطيات المصادر، والتي استقتها من الجهات ذاتها ان هناك تخوفاً من انّ الجاهزية العسكرية الغربية والروسية والايرانية في أعلى درجاتها، خصوصاً على جبهة ادلب، التي يبدو انّ تحضير المعركة فيها بات في مرحلة متقدمة وبدأ يثير القلق من اقتراب الساعة الصفر لانطلاق العمليات العسكرية الميدانية، التي من شأنها ان تفرض امراً واقعاً جديداً وستكون له تأثيراته المباشرة على سوريا والدول المحيطة بها، ومن ضمنها لبنان الذي يرزح تحت ثقل ملف النازحين على مختلف الصعد.
وفي خلاصة لقاء مع أحد الأقطاب السياسيين، خرج بثلاثة استنتاجات:
- لا حكومة في المدى المنظور، ما لم يطرأ عامل خارجي يسرّع في تشكيل الحكومة.
- الوضع الاقتصادي - المالي - النقدي سيبقى متماسكاً، رغم الحاجة الملحّة لاقرار موازنة العام 2019 بعد التأليف.
- استقرار امني في الداخل وعلى الحدود في اطار مظلة حماية دولية للبنان، ترعاها هذه المرة باريس.
وفي هذا السياق، كشفت المصادر الغربية عن زيارات سيقوم بها موفدون أجانب في الأيام القليلة المقبلة الى بيروت للاطلاع على الأوضاع السياسية والحكومية عن كثب، وتقديم ما يلزم من مساعدات ستكون على شاكلة ارشادات للقيادات السياسية، بغية الخروج من حالة الجمود والتعطيل القائمة.
وسيشدّد الموفدون على ضرورة التقيّد بمرتكزات التسوية الرئاسية وأبرزها النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، والتمسّك باتفاق الطائف كما هو، وتحييد الملفات الخلافية عن طاولة الحكومة كالتطبيع مع سوريا او سلاح حزب الله، أو مشاركة الأخير في القتال الى جانب النظام في سوريا. من دون اغفال أهمية تشكيل حكومة متوازنة لا غلبة فيها لأي فريق او فئة أو جهة سياسية، خصوصاً بعدما خرجت أصوات في الفترة الأخيرة تطالب بتشكيل حكومة اللون الواحد، أي حكومة أكثرية، وهو الأمر الذي يتنافى مع صيغة لبنان التعددية والتوافقية.