بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 أيار 2019 12:00ص مع بدء رمضان المبارك إلى الحكمة سيروا!

حجم الخط
الحكمة نور العقل وشعاعه الوهاج، والحبُّ ضياء القلب ولحن الوجود الخالد.

أيها المقيمون في الذرى، يا من يبحثون عن الحقيقة أو لا يبحثون، هل عثرتم عليها واهتديتم إليها؟

لا ازال ابحث عنها في كل مكان.. وراء كل أفق، وفي حنايا كل منعطف، وعلى شاطئ كل بحر، وقرب كل برعم يتفتح لنسمات الفجر، ويبسم لانوار الصباح، ولكن، هل اجدها واحظى بمعانقتها؟

أيها المعتزلون في الصوامع الوادعة، والمنقطعون إلى التأمل والفلسفة، والباحثون أناء الليل وأطراف النهار عن حقيقة وجودكم، هل ادركتم ما تنشدون؟ أم تراكم لا تزالون سائرين وراءها في شوق وصيام؟

اما أنا، فإنني مؤمن بحقيقة وجودي، اعاني بالله، وبفائد هذه الشمس المتألقة في قبة الفلك.

ما تلوثُ حكمةً من حكمكم أيها الفلاسفة والمفكرون، الا اصابني الخشوع وانهمرت مني الدموع. 

فلمَ تبكي عيني ويخشع قلبي، عندما اصغي إلى آيات ابداعكم؟

أليس ذلك، لأنها عصرة عقولكم وخلاصة تجاربكم الطويلة في الحياة؟

انني احب الحكم، ولكنني لا اميل إلى ذلك النوع المبطّن بالسكون والكآبة والفلسفة المبهمة الغامضة.

ان ما اتوق إلى سماعه في لهفة واشتياق، هو الحكم المشرقة بالحقائق، أو الحكم اللاذعة الساخرة، التي كثيراً ما تبين الزيف، وتكافح الباطل، وترشد التائهين إلى معالم الطريق السوي والشاطئ الأمين.


أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه