بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 أيار 2022 12:08ص معارضة واسعة لانتخاب بري

أوساط مصرفية: لا يُنقذ لبنان إلا المال الخليجي

حجم الخط
ليس أدل  على حالة الإذلال التي يعيشها اللبنانيون، سوى عودة مشهد الطوابير أمام المصارف، أمس، بعد تعميم مصرف لبنان، وما أحدثه من انخفاض كبير في سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء إلى ما يقارب عشرة آلاف ليرة لبنانية، في وقت شهدت محال الصيرفة، منذ صدور تعميم «المركزي»، تهافتاً واسعاً من جانب المواطنين، لاستبدال الدولارات الأميركية بالعملة اللبنانية، توازياً مع انخفاض كبير في أسعار مادتي المازوت والغاز، فيما استمر سعر البنزين على حاله، لكن دون انخفاض واضح في أسعار السلع والمواد الغذائية .
وهذا إن دل على شيء، كما تشير أوساط مصرفية بارزة، فإنه يدل على أن «الكل متآمر في عملية المضاربة بالدولار الأميركي، حتى ينخفض من 38 ألف ليرة إلى ما يقارب الـ27 ألفاً في غضون ساعات قليلة»، مشددة على أن « أسئلة كبيرة تطرح أن أسباب عدم تدخل المصرف المركزي قبل ذلك، لمنع الدولار من الارتفاع أكثر. ولماذا انتظر حتى هذا الوقت، لكي يتدخل عندما قارب سعر الورقة الخضراء الأربعين ألف ليرة؟»، لافتة، إلى أن «هناك مخاوف من أن تعاود اللعبة الجهنمية دورانها على حساب الشعب اللبناني الفقير، بعد انتهاء مهلة الأيام الثلاثة التي حددها بيان مصرف لبنان» .
وكشفت الأوساط، أن «الاحتياطي الإلزامي في البنك المركزي انخفض إلى أقل من عشرة مليارات دولار، والذي يفترض أن يكون 17 ملياراً، الأمر الذي يرسم علامات استفهام كبيرة عن مدى قدرة مصرف لبنان على التدخل في السوق المالية في المرحلة المقبلة، إذا استمر الوضع على ما هو عليه».
 وقالت:إن «ما ينقذ لبنان ويوقف انهياره هو الدعم المالي الخليجي وحده، وهذا لن يتحقق إذا لم تقم دولة حقيقية في البلد، على حساب الدويلة وحلفائها».
وشددت الأوساط، على أن « كل المعالجات تبقى مجرد محاولات تخديرية، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات إصلاحية جدية، تعكس أجواء ثقة لدى المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، لإخراجه من مأزقه الذي يتهدده بعواقب وخيمة في الأشهر المقبلة» .
وعلى وقع ترددات مفاعيل قرار مصرف لبنان، تتجه الأنظار، اليوم، إلى ساحة النجمة، حيث سيجتمع مجلس النواب الجديد للمرة الأولى، لانتخاب رئيس له ونائب للرئيس.وفيما يتوقع أن يصار إلى انتخاب الرئيس نبيه بري لولاية سابعة، بأصوات ما بين 60 إلى 70 نائباً، في موقف سلبي واضح من جانب الأكثرية النيابية الجديدة، التي أعلنت رفض انتخاب بري، وسيقترع نوابها بورقة بيضاء، لم تتضح صورة المشاورات بشأن انتخاب نائب رئيس البرلمان بصيغتها النهائية، حيث من المتوقع أن تستمر المشاورات حتى ساعات قليلة قبل بدء جلسة الانتخاب، وإن رشح «التيار الوطني الحر» النائب الياس بوصعب لهذا المنصب، بعدما أعلن النائب سجيع عطية سحب ترشيحه لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، مع دخول النائب غسان السكاف على خط الترشح لمنصب نائب الرئيس، الأمر الذي يفتح الباب أمام معركة انتخابية على منصب نائب الرئيس .
وفي حين لا يزال البعض يرى في ما يطبخ على صعيد انتخاب رئيس البرلمان ونائبه، بأنه صفقة لم تعد خافية على أحد، أشارت أوساط نيابية، إلى أن «التيار العوني يعول على حليفه حزب الله في إقناع بري، السير بالنائب بوصعب لمنصب نيابة رئاسة المجلس النيابي، لتأمين أوسع دعم نيابي له، في أي معركة قد تخاض ضد مرشح النواب السياديين والتغييريين ، إذا تم التوافق على هذا الأمر» .
وقد أكدت مصادر نيابية «قواتية»، إن نواب القوات اللبنانية سيجتمعون لاتخاذ قرار بشأن موضوع انتخاب نائب رئيس مجلس النواب، بعدما حسم القرار بعدم التصويت لصالح الرئيس بري»، مشددة على «ضرورة تشكيل حكومة فاعلة تخفف من معاناة الناس، وأن يحصل التأليف في أسرع وقت».
وقالت إن «الفريق الآخر مطالب بتغيير جذري في طريقة عمله، بعدما أوصل البلد إلى ما وصلت إليه. وبالتالي فإننا إذا لم ندفع هذا الفريق إلى أن يبدل في أسلوبه، فإن العرقلة ستزيد حكماً»، مشددة على «أننا انتخبنا من أجل تحقيق التغيير وهذا ما سنسعى إليه» . وقالت، إن «الرئيس ميشال عون لن يبقى في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته، كما ينص الدستور، ولا جدال في ذلك» .