بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 كانون الأول 2017 12:00ص مقامة «بابا نويل شاف الويل»!

حجم الخط
حدثنا عيسى بن هشام قال: صادفت بابا نويل في أمسية الميلاد وهو يصيح الويل الويل، وقد انتابته نوبة غضب وهيجان، ويُنادي الغزلان، هلمّوا بنا نغادر إلى الأبد لبنان، قبل أن تنتابنا الأشجان والأحزان، وتُصيبنا لوثة التشرذم والفلتان.
حاولت أن أعيد إليه السكينة والإطمئنان، وسألته بلهفة وحنان، ما الذي جرى وكان؟
قال لي وهو هائجٌ غضبان، ما من عاقل يُقارب شأناً في لبنان إلا ويُجابه المصاعب بالأطنان، كأنه يعيش مشروع بُركان، لا يدري أين ينفجر ومتى الأوان، والسبب صراع التحالفان، كل يخفي مشروعاً لا يظهر ولا يبان.
قلت يا بابا نويل عليك الأمان، هذا هو لبنان من قديم الزمان، إهدأ وتناول كوباً من عصير البرتقال أو الرمّان.
أجاب بمنتهى الهيجان، ما هكذا يا صاح تُبنى الأوطان، ولا هكذا يُؤمَّن مُستقبل الأبناء والولدان. لقد أعرض أطفالكم عن الهدايا وأظهروا النُكران، وطلبوا مني تأشيرات هجرة إلى مُختلف البلدان، عساهم يعيشون بكرامة وفي أمان!
قال عيسى بن هشام: أفاقني كلامه على الواقع فاستعطفت «رودلف صاحب الأنف الأحمر» شديد اللمعان، راجياً أن نتبادل المكان، فسخر مني قائلاً: صحيح أنا حيوان ومع ذلك لا أقبل العيش مثلكم في لبنان!