بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 تموز 2018 12:02ص من المستفيد من المراوحة الحكومية؟ وما الهدف من المماطلة والتعطيل والتعقيد؟

جولة البنك الدولي تؤكِّد الحاجة إلى حكومة لتنفيذ مشاريع حيوية للإقتصاد

حجم الخط
مع دخول الشهر الثالث لتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات، لا تبدو الاجواء تشير الى قرب التأليف في ظل استمرار العقد والعراقيل على حالها، فالساعات الماضية لم تحمل معها اي جديد، مع العلم ان الاجواء كانت تشير منتصف الاسبوع الماضي الى امكانية ازالة بعض العراقيل عن طريق الرئيس المكلف، وأن بداية لحلحلة باتت مرتقبة، ولكن استمرت الامور على حالها ولم تسجل اي تطورات ايجابية على هذا الصعيد وبالتالي لم يتم احراز اي تقدم ملموس، خصوصا ان المعلومات تشير انه لم يعقد اي لقاء مباشر بين الرئيس المكلف ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل بعيد عودة الاخير من الولايات المتحدة الاميركية في ظل استمرار اطلاق المواقف السياسية المتعلقة بموضوع تشكيل الحكومة.
مصادر سياسية متابعة لعملية التأليف استغربت عبر «اللواء» استمرار وضع العراقيل عكس ما كان متوقعا، وتساءلت المصادر عن المستفيد من استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه، وما هو الهدف من المماطلة؟ خصوصا ان الرئيس المكلف منفتح على التعاطي والتواصل بكل ايجابية مع جميع الافرقاء من اجل الوصول الى قواسم مشتركة لانجاح ولادة الحكومة في اسرع وقت ممكن، وتؤكد المصادر ان كل المؤشرات الراهنة تشير الى انه لم يعد هناك من وقت لإضاعته، لا سيما على الصعيد الاقتصادي الذي يشهد تعثرا  وصعوبة يوما بعد  يوم ، في ظل تفاقم الازمات بإنتظار تشكيل الحكومة، وبالتالي من اجل استئناف العمل التنفيذي والتشريعي الى طبيعته، حيث عُطلت مصالح المواطنين من جراء تأخير تشكيل الحكومة. واللافت كان بالامس الجولة التي قام بها وفد البنك الدولي برئاسة نائب رئيس المجموعة فؤاد بلحاج الى الرؤساء الثلاثة ووزير المال، حيث كان تأكيد من قبل الوفد على ضرورة قيام لبنان بالاصلاحات المطلوبة والضرورية منه، خصوصا ان الاوضاع الاقتصادية دقيقة، كذلك على اهمية تقديم الحوافز اللازمة من اجل جذب الاستثمارات المنتجة والمساعدة لنهوض الاقتصاد اللبناني.
واكدت مصادر الوفد «للواء» على اهمية الاسراع في تشكيل الحكومة لما لذلك من انعكاسات ايجابية على الصعيد الاقتصادي للبنان في هذه المرحلة الدقيقة والهامة، لا سيما ان هناك مشاريع اساسية حيوية وذات منفعة قصوى مدرجة على اجندة البنك الدولي وهو في صدد تنفيذها، ولكنها تحتاج الى بعض الاجراءات التي لا بد من القيام بها خصوصا بالنسبة لاقرارها من قبل مجلسي الوزراء والنواب.
من هنا، فإن المصادر السياسية تستغرب استمرار تمسك كل فريق بمطالبه دون تقديم اي تنازلات عملية، مع العلم ان جميع الاطراف السياسية اللبنانية على اطلاع كامل بدقة المرحلة، لذلك تعود هذه المصادر لتشدد على اهمية العمل وبذل كافة الجهود لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، مذكرة بالمرحلة التي تلت تكليف الرئيس الحريري لدى تشكيله حكومة العهد الاولى «استعادة الثقة»، حيث سجل جهد استثنائي من قبل كافة الاطراف السياسيين حينها من اجل تسهيل مهمة الرئيس الحريري ،إن كان في موضوع تشكيل الحكومة والحصص الوزارية، ام بالنسبة الى البيان الوزاري الذي اتفق عليه في سرعة قياسية وجاء من روح خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ونالت الحكومة على اساسه ثقة المجلس النيابي.
وشددت المصادر على ضرورة التفاهم والتوافق بين جميع الافرقاء في هذه المرحلة بالذات، من اجل ان تكون الحكومة المقبلة حكومة منتجة على كافة المستويات خصوصا ان هناك الكثير من الملفات تنتظرها، وذلك من خلال التفاهم القائم بين الرؤساء الثلاثة على معظم المواضيع الاساسية والاستراتيجية، لا سيما ان هناك وعوداً قطعها لبنان على نفسه امام المجتمع  الدولي  خلال المؤتمرات الدولية  الداعمة له والتي عقدت قبل الانتخابات النيابية، لذلك لا بد من القيام بها خصوصا ان الحكم استمرارية والرئيس المكلف هو رئيس حكومة تصريف الاعمال ويسعى لاستكمال برنامجه الذي وضعه إن كان على الصعيد السياسي او الاقتصادي، خصوصا ان هناك تطورات طرأت على الاوضاع في سوريا في ظل المبادرة الروسية القائمة من اجل عودة النازحين السوريين الى بلادهم.