بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الثاني 2022 12:00ص مواصفات نصر الله للرئيس فتحت أبواب المفاوضات الرئاسية

حجم الخط
أسس خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد لمرحلة جديدة من المفاوضات حول ملف رئاسة الجمهورية... عمليا، هي المرة الأولى التي يتبنّى فيها الحزب علنا مواصفات خاصة برئيس الجمهورية، والتي تنطبق حصرا بحسب مقرّبين منه على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية... هنا يقول المقرّبون ان إعلان السيد جاء بمثابة الإيذان ببدء مرحلة المفاوضات الجدّية دوليا وإقليميا وداخليا حول ملف الرئاسة وهوية الرئيس الذي «لا يخاف من الأميركيين، لا يشترى ولا يُباع ولا يطعن المقاومة في الظهر».
خلف الكواليس، تفيد مصادر دبلوماسية ان الفرنسيين بدأوا الحراك الرئاسي على أساس النقاط التي طرحها السيد والتي تبلّغوها مسبقا عبر سفيرتهم في لبنان آن غريو، وثمة اقتناع أوروبي بأن الحزب هذه المرة سيخوض معركة رئاسة الجمهورية من منطلق إبرام تسوية لبنانية «سياسية -اقتصادية» شاملة لا تقتصر فقط على هوية الرئيس، بل على إسقاط كل الضغوطات الاقتصادية الأميركية عن لبنان، وإسقاط كل رموز الإدارة الأميركية وما يمتّ إليها بصلة في الداخل اللبناني.
وهذا يعني بحسب المصادر ان مواصفات حزب الله التي يبحث عنها في رئيس الجمهورية يجب أن تنطبق بطبيعة الحال على رئيس الحكومة رئيسا ووزراء ونزولا الى كل موظفي الفئة الأولى من قائد الجيش الى حاكم مصرف لبنان الخ...
وبخلاف المعلومات التي تفيد بأن المفاوضات حول الرئيس سوف تأخذ وقتا طويلا، ثمة معلومات من مصادر دولية بأنه ممنوع المماطلة وتأخير انتخاب الرئيس أو إجراء الانتخابات على وقع «ضغوطات أمنية»، وقد تبلّغت واشنطن عبر وسطاء بخطورة المس بالأمن أو تصعيد الضغوطات على لبنان لأن ذلك سوف ينعكس تصعيدا على جبهات مختلفة، وفي هذا رسالة واضحة بضرورة الفصل بين اتفاق ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة التي رعته واشنطن وأنجزته بعد موافقة الثنائي الوطني وتحديدا حزب الله عليه وبين أي إجراءات قد يلجأ إليها الحزب لِلَيْ ذراع واشنطن وكفّ يدها عن لبنان.
أمام هذا الواقع، ربما من المفيد نصيحة الأطراف الداخلية المعارضة للحوار الذي يطرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالعودة الى رشدهم والذهاب الى طاولة الحوار برضاهم للتفاهم والاتفاق حول رئيس تشمله المواصفات الوطنية التي يبحث عنها فريق أساسي في البلد، حتى لا يضطروا مكرهين في مرحلة لاحقة الى مجاراة حراك بري المدعوم من حزب الله والفرنسيين.
ويمكن هنا الاقتداء بحركة رئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي أمسك بالخيوط الأولى للتسوية «الدولية-العربية» حول رئيس مطابق لمواصفات الحزب، وتؤكد المعلومات ان الرئيس بري وضع جنبلاط في أجواء ما يجري التداول به رئاسيا، في حين ان مصادر الاشتراكي تجزم بأن البيك غير ممانع للسير بأي مرشح يتم التوافق عليه حتى لو كان سليمان فرنجية، وانه مؤيد للحوار الذي يحضر له الرئيس نبيه بري، بموازاة تأكيدها بأنه سيكون لجنبلاط مواقف حازمة وواضحة في الأيام المقبلة حول الملف الرئاسي.