فيما أكدت المواقف التي أطلقها سفير خادم الحرمين الشريفين وليد بن عبدالله بخاري أمام وفد مجلس رجال الأعمال اللبناني السعودي، أن المملكة العربية السعودية ما زالت حريصة على دعم لبنان لتجاوز أزماته، وأنها مستمرة في توفير المساعدات للشعب اللبناني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، يتوقع أن يزخم الحراك السعودي الفرنسي في المرحلة المقبلة، في سياق الجهود المبذولة لبلورة تصور مقبول، يفضي إلى إمكانية إنهاء الشغور الرئاسي، وانتخاب رئيس توافقي، يعيد الجسور مع العالم العربي والمجتمع الدولي .
بالموازاة، لم تكن العلاقة بين رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل و"حزب الله" في يوم من الأيام، أسوأ مما هي عليه الآن، بعد اتساع الهوة بين الطرفين، على خلفية الكثير من الملفات السياسية، والتي في مقدمها ملف الانتخابات الرئاسية الذي يكاد يطيح بالتحالف القائم بين الفريقين . منذ أن أعلن الحزب دعمه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ما أثار ثائرة رئيس "العوني" الذي لم يوفر مناسبة، إلا ووجه انتقادات ل"حزب الله" لسلوكه خيار فرنجية، رغم تواضع تمثيله النيابي، في حين كان يفترض وفق ما يقوله المقربون من باسيل، بأن يقف الحزب إلى جانب من يملك أكبر حيثية نيابية مسيحية، وليس العكس .
وقد جاء دعم "الثنائي الشيعي" لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في عقد الجلسة الحكومية، رغم معارضة باسيل الواسعة لهذه الخطوة، ليزيد من عمق هذه الهوة بين "حزب الله" وحليفه "العوني" الذي تشير المعلومات لموقع "اللواء"، أنه في غاية الاستياء من مواقف الحزب اتجاهه، وخاصة بعد تبنيه خيار فرنجية الرئاسي . وعدم اتخاذ أي موقف داعم لرئيس "الوطني الحر" في معارضته عقد جلسات للحكومة، باعتبار أن الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية، وليس لعقد جلسات لحكومة تصريف الأعمال، أو لمجلس النواب .
وكشفت المعلومات، أن "حزب الله" الذي لا يريد التفريط بتحالفه مع "العوني"، أبلغ في المقابل كل الذين راجعوه في الملف الرئاسي، أن مرشح "الثنائي" الوحيد هو رئيس "المردة" . وليس لديه ما يقوله في هذا الإطار أكثر من ذلك . وانطلاقاً من هنا فإن الحزب بالتفاهم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، سيفعل ما يستطيع من أجل أن يفي بوعده لفرنجية، وحتى لو طال أمد الشغور، على غرار ما فعله قبل انتخاب الرئيس ميشال عون . وهو ما أثار حفيظة "العونيين" الذين كانوا يمنون النفس بأن يقف الحزب إلى جانب باسيل في معركته الرئاسية . ويتوقع في هذا الإطار، أن تشهد المرحلة المقبلة اشتداداً في حدة الاشتباك الكلامي بين الطرفين، في وقت علم أن باسيل سيطلق في الأيام المقبلة، سلسلة من المواقف المنتقدة لطريقة تعامل حليفه "حزب الله" معه في الكثير من الملفات .
وقد أظهرت النتائج السياسية التي أفضت إليها جلسة حكومة تصريف الأعمال، أن رئيس "الوطني الحر" خسر الكثير من الأوراق السياسية التي كانت في حوزته، سيما وأن معلومات موقع "اللواء" ترجح عقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء في وقت قريب، إذا ما استدعت الحاجة لذلك، في ظل الاستحقاقات الحياتية الداهمة على أكثر من صعيد . وأن نصاب عقد أي جلسة سيكون مؤمناً، في وقت بعثت مشاركة ممثل حزب "الطاشناق" الوزير جورج بوشكيان بأكثر من رسالة إلى باسيل وسواه، سواء على الصعيد الحكومي، أو في ما يتصل بملفات أخرى .