بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تشرين الأول 2022 08:04ص ميقاتي لباسيل: «إنت مش بري» ولا أقبل بازدواجية المعايير

إطلالة «عابسة» لنصر الله غداً تعكس عدم رضاه على مسار التأليف

حجم الخط
بات من المسلَّم به أن الفراغ نجح في الدخول الى قصر بعبدا من بابه الواسع، وهو ربما يستوطن لمدة طويلة بعد ان قدم الانشطار السياسي وغياب العاملان الاقليمي والدولي كل التسهيلات لذلك، واضعاً البلاد والعباد في مرحلة من الغموض وتفاقم الازمات على كل المستويات.
والسؤال الذي فرض نفسه منذ مدة ولا يزال هو أية حكومة تستطيع ان تملأ الشغور الرئاسي، هل هي حكومة تصريف الاعمال، ام ان ذلك يحتاج الى حكومة مكتملة الاوصاف تمتلك كل القدرة على التعاطي مع الملفات المطروحة، كما ويكون في مقدورها التفاوض مع الجهات الدولية وعلى وجه الخصوص صندوق النقد الدولي الذي ما يزال ينتظر ان يرى بأم العين شروع الحكومة في انجاز رزمة الاصلاحات المطلوبة التي تعبّد الطريق امام لبنان للحصول على المساعدات الدولية.
حتى هذه اللحظة كل المعطيات والمؤشرات والمعلومات تؤكد تفاؤل إمكانية تشكيل حكومة جديدة قبل ان يغادر رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا حيث ان المفاوضات التي جرت طوال الاسبوع الفائت بين السراي وميرنا الشالوحي بمشاركة مباشرة من «حزب الله» لم تُفضِ الى اية نتائج يمكن التعويل عليها لصوغ توليفة حكومية تصدر مراسيمها قبل انتهاء ولاية الرئيس،ومردّ ذلك بحسب مصادر وزارية على اطلاع على مسار العملية التفاوضية التي جرت الى استمرار الطرفين المعنيين في ممارسة لعبة وضع الشروط وهو ما اطاح بكل المقترحات التي حملها مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، واللواء عباس ابراهيم.

الشغور الرئاسي ينجح في الدخول الى قصر بعبدا والانقسام السياسي سيجعله يستوطن مدة غير قصيرة

وفي المعلومات ان باسيل طرح تغيير ستة وزراء وقد سارع الرئيس ميقاتي الى رفض هذا المقترح الذي سيؤدي في رأيه الى تغيير واسع في الحكومة، وكان اقتراحه بأن يقتصر التغيير على وزيرين او ثلاثة على أبعد تقدير.
وما أخرج الرئيس ميقاتي عن طوره خلال عملية التفاوض أمران:الاول قول باسيل بأنه لن يعلن عن اسماء الوزراء الجدد الا قبل لحظات من اعلان مراسم التشكيل، كما كان يفعل الرئيس نبيه بري الذي كان يخرج اسماء وزراء حركة «أمل» من جيبه قبل لحظات من اعلان الاتفاق على التأليف، كما انه سيقبل المشاركة لكنه لن يعطي الحكومة الثقة في مجلس النواب، وهناك كان رد الرئيس ميقاتي صارماً حيث توجه الى من أبلغه بمواقف باسيل بالقول: اولاً باسيل ليس نبيه بري، وثانياً: أنا ارفض ازدواجية المعايير، فأنا لا افهم كيف سيشارك في الحكومة ولن يعطيها الثقة في البرلمان.
وفي دلالة واضحة منه على صعوبة التأليف قبل نهاية ولاية العهد الا اذا حصل ما ليس في الحسبان فقد رد الرئيس ميقاتي لدى خروجه من لقاء الرئيس عون على سؤال ما اذا كان ما زال على وعده بأنه سينام في قصر بعبدا حتى تأليف الحكومة بالقول: نقلوا كل شيء الى الرابية، ما في محل نام، وقد فسَّر مطّلعون على مسار التأليف قول الرئيس ميقاتي هذا بأنه قطعٌ للأمل في امكانية التوصل الى تأليف حكومة في ظل الاجواء السياسية السائدة، وأن هذه المسألة باتت تحتاج الى معجزة، وزمن المعجزات قد ولّى.
وكشفت المعلومات بأن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيتطرق الى هذا الامر في اطلالته الخميس، وأن هذه الاطلالة سيكون فيها السيد «عابساً» ليعكس بذلك عدم رضاه عن الاجواء السائدة في عملية التأليف، وهو الذي يريد ان يملأ الفراغ الرئاسي حكومة مكتملة الصلاحيات لكي لا يدخل البلد في جدل دستوري وقانوني حول صلاحيات حكومة تصريف الاعمال، وأن السيد نصر الله سيحث الاطراف المعنية على ضرورة التفاهم على توليفة حكومية قبل السبت المقبل اذا امكن، لان مخاطر عدم حصول ذلك ستكون كبيرة خصوصاً على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، لان حكومة تصريف الاعمال بنظر المتابعين لمسار التأليف سيكون امامها تحديات دستورية وسياسي وربما أمنية، وهي لن يكون في مقدورها ادارة البلد، كما حصل مع حكومة الرئيس تمام سلام،وهو ما سيجعل البلد امام مرحلة خطيرة مفتوحة على كل الاحتمالات، سيما وأن الوضعين المعيشي والاقتصادي اذا بقي على هذه الحال، ربما يؤديا الى انفلات امني، يعرف المرأ كيف يبدأ لكنه لا يعرف إلامَ سينتهي اليه، وهذا الامر تنبه اليه الرئيس بري،ومن هنا جاء الاعلان عن رغبته في فتح باب الحوار مع الكتل النيابية لإيجاد مساحة من التفاهم على الشخصية التي ستتولى رئاسة الجمهورية المقبلة، وبذلك يكون قد ابعد شبح الذهاب الى مزيد من الشرخ السياسي الذي قد يترجم نفسه انفلاتاً للشارع.