أيُّها الشرفاء من بني الأمّة اللبنانية العظيمة، وضعنا السياسي لم يَعُد يُطاق وبالتالي بات السكوت نوع من الجرائم الجنائية، وفعلياً بات لزاماً علينا التحرُّك وفق الأطر الممكنة لتأمين حد أدنى من «المقاومة الغاندية» لإيجاد مخـــرج لائق لأزمتنا الوطنية التي استفحلتْ مع هذه الطبقة السياسية الفاشلة. علمياً تُشكِّل المشاركة السياسية الوطنية الصرفة الفعل الإرادي لكل شريف من بني أمتنا اللبنانية الذي يُحاول من خلالها التأثير على سير الأوضاع السياسية في البلاد وعلى إتخاذ القرارات السياسية السليمة المبنية على قواعد «العلم السياسي».
أيُّها الشرفاء من بني الأمّة اللبنانية العظيمة، من هذا المنطلق أخاطبكم عبر وسائل التواصل الإجتماعي وعبر صفحات الجرائد الغــــرّاء التي تؤمن بحرية وسيادة وطننا لبنان وأخاطبكم من خلال أصحاب فكر وطني عملاق، ومن خلال رفاق مناضلين ومن خلال رجال فكر وإعلام إمتهنوا مهنة الصحافة بنبل الأخلاق وبحبر الكرامة وعـــزّة النفس والعنفوان، ومن خلال مقالتي هذه أحاول تسليط الضوء على فعل حر وهو المُشاركة السياسية البنّاءة وآثارها على ثقافة سلم وحرية وسيادة بإعتبارها أداة للاستقرار السياسي المرجو في وطن ضاع في متاهات السياسات الفاشلة والمساومات والرهن والإرتهان وبيع الضمائر من رجال سمّوا «رجال سياسية» و«رجال دين»، وهم فعلياً مُجرّد وكلاء لتنفيذ مؤامرة على سيادة وطننا وإضمحلال وجودنا وخراب مؤسساتنا الشرعية المدنيّة والعسكرية.
أيُّها الشرفاء من بني الأمّة اللبنانية العظيمة، المطلوب اليوم بلورة حركة مجتمع فاعلة صاحبة إستراتيجية ناضجة للعمل السياسي سمتها المُشاركة في فعل سلطة عملاقة، والمُشاركة لا تعني مُشاركة لصوص السياسية في أفعالهم الجرمية، وحركة المجتمع يجب أن يكون لها خيارها الإستراتيجي المبني على القانون في ممارسة نهج سياسي سليم، وهذه الحركة ليست مع معارضة مغلوب على أمرها و«منكوحة»، وفي مقابل تتحيّن الفرصة لإحالة كل الملفات إلى قضاء مستقل لإجراء المقتضى القانوني بحق كل من تثبُتْ إدانته ومخالفته للقوانين من سياسيين وغيرهم...
أيُّها الشرفاء من بني الأمّة اللبنانية العظيمة، حركة مناضلة تُزّكي في الكثير من الأحيان مساراتها وممارساتها السياسية - الأمنية - الاقتصادية - المالية - الاجتماعية في إطار إصلاح النظام السياسي من خلال «إنقلاب أبيض»، وترى المُشاركة في إعادة الإعتبار للعمل السياسي اللبناني من خلال رفض الحالة السياسية القائمة ووضع حد نهائي لهذه المجزرة السياسية القائمة بحق الوطن ومؤسساته وبحق الشعب اللبناني. هدف هذه الحركة معالجة إشكالية تطبيق مبادئ الحكم الراشد في النظم السياسية المختلفة مع الإشارة إلى التجارب التي مورِسَتْ منذ الإستقلال ولغاية اليوم التي بُنيّ عليها النظام اللبناني بل يتعيّن على هذه الحركة النضالية الإعتماد على إستراتيجيات واضحة المعالم من واقع النظرة الصادقة لممارسة الأفعال السياسية الناضجة للحكم والتسيير والإرشاد المبني على قواعد العلم السياسي وحتى الإبتكارات الجديدة للمنظومات السياسية في مجال إدارة الأوضاع في لبنان إن كان على مستوى الداخل أو على مستوى العلاقات الدولية.
أيُّها الشرفاء من بني الأمّة اللبنانية العظيمة، بعد الإستفاضة في الإجتماعات والمشاورات وبعد قراءات مستفيضة لمراجع في العلوم السياسية بات من الواجب علينا سلوك طريق «النضال الغاندي»، ومن أجل ذلك وللخروج من دائرة الكوارث السياسية والإنهيارات في البلاد التي وصلنا إليها، ونتيجة لما أسلفناه من إجتماعات ومداولات ومراجعات لا بد من إتخاذ خطوات سريعة وعملية لإنقاذ ما تبقّى... والحل الوحيد أمامنا هو المطالبة الفورية بالتالي:
وقف العمل بموجب الدستور ووضع السياسيين اللبنانيين بتصرف سلطة قضائية ليُبنى على الشيء مقتضاه ومن تُثْبِتْ التحقيقات أنه مُرتكب فليُحال أمام القضاء للمحاكمة، إخضاع البلاد تحت إشراف هيئة سياسية وطنية مؤلفة من رجال فكر وضباط من القوى المُسلحة لإدارة البلاد ريثما تُجرى الإنتخابات النيابية وفقًا لقانون إنتخابي عادل، منع السياسيين الحاليين من التعاطي في الشأن العام حتى ولو ثبُتَتْ براءتهم. نحن جميعاً مطالبون بإتخاذ الإجراءات المُشار إليها وإلّا لبنان على طريق مراسم دفنه...