بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيار 2021 12:02ص نداء زغرتا يَلِدُ «أُسس» و12 مجموعة إضافية في الانتفاضة

حجم الخط
بعد أقل من شهر على توجيهها نداء 13 نيسان من بيروت، أطلقت قوى الحراك الشعبي مع أحزاب وقوى من المعارضة، هذه المرة من زغرتا، حركة جديدة تحت تسمية «أسس»، معلنة عن الاستمرار في نشاطاتها في المناطق في حركة تريدها المجموعات للتحضير للانتخابات النيابية المفترضة المقبلة بعد عام.

إستضافت مجموعة «زغرتا الزاوية تنتفض» التي نشطت في فعاليات الانتفاضة وخاصة في مناطقها والتي باتت تتحرك في اطار «أسس» التي «زفّتها» للحاضرين، الحدث الجديد في دلالة على جديّة المجموعات في التحرك ضد احزاب الحكم والتأسيس لجبهة موحدة وربما جبهات أخرى في سبيل التغيير المنشود. 

و«أسس» وهو اسم مستوحى من كون الناشطين يعملون كثيرا «في الأساس»، وهي حركة مدنية نتاج لائحة «زغرتا غدنا» التي خاضت الانتخابات البلدية العام 2016 قبل خوض غمار تجربة مجموعة ثورية معززة بعناصر جديدة مع اندلاع 17 تشرين العام 2019، واليوم تُعبر عن نفسها كحركة سياسية معارضة. وهي تقوم في وجه منظومة الحكم والفساد والزبائنية السياسية واستغلال السلطة والمحاصصة والمساومة وترفع أيضا شعار «استقلالية القضاء الذي يعود إليه تبرئة الفاسدين في الحكم». 

من المعروف أن منطقة زغرتا وإهدن تقوم على عائلات راسخة وأحزاب في السلطة، وتراهن «أسس» على ازدياد الوعي لدى الناس في وجه الخدمات التي شرعت المنظومة في تعزيزها في المنطقة في اطار ما يعتبره الحراك زبائنية سياسية لكسب التأييد عبر الاعاشات البسيطة. 

لكن الناشطين يؤكدون ان النقمة ما زالت كبيرة جدا على من في الحكم سواء في 8 أو 14 آذار «الذين تحاصصوا على لقمة المواطن» ومن لم يشارك في الفساد فقد سكت عنه ومدان أيضا، ويبدو ان التركيز هو على كسر احتكار ثنائية سليمان فرنجية وميشال معوض التي تملك النفوذ الأكبر في المنطقة ومعهما «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية».  

الناشطون في المنطقة الذين يتحركون سلميا تعرضوا للعنف من قبل محازبين في تيار «المردة» كما يقولون خلال اعتراضهم على تزفيت محمية حرش إهدن في تشرين الاول الماضي. لكنهم يرفضون طلب التغطية من أحد أو حتى غض النظر منه، وهو حال المجموعات في مختلف المناطق كونها تشكل خطرا على وجود من في الحكم وعلى مصالحه.

تحركات نحو المناطق

والواقع ان النداء الذي أُطلق من مقر الحركة جمع 28 مجموعة، أي 12 مجموعة اضافية على النداء الاول في «الكتلة الوطنية» في 13 نيسان الماضي. ليس مطلوبا ان يتحد الجميع في جبهة واحدة، لكن من الاهمية بمكان التحالف على عناوين مشتركة على اختلاف وتمايز المجموعات والناشطين ما يوفر غنى للإعتراض، كما يعتبر هؤلاء.

على أن العناوين تبقى في إطار حكومة مستقلة انتقالية والتحضير لانتخابات نيابية وبلدية شفافة وديمقراطية تنتظرها المجموعات في وجه خصوم تملك «المال وبعض الإعلام والسلاح والطائفية».

وتحت الشعار الكبير لاستعادة الدولة في سيادتها واحتكارها وحدها للسلاح، وفي صونها الحريات كافة، وفي تأمين العدالة الاجتماعية، سيتوسع الحضور من زغرتا ليشكل صرخة عابرة للمناطق وللطوائف وللمذاهب وللحساسيات وللحسابات الضيقة وفي ذلك تحذير من كل خطوة ناقصة، تسجل لصالح المنظومة المستشرسة، في اطار توحيد الصفوف كونه يعاكس مسعى المنظومة التي تريد تقسيم الحراك.

يرى المجتمعون أنهم أمام مسؤولية تاريخية وسط مفترق طرق تاريخي خطير بعد 100 عام على تأسيس الكيان وفي ظل أزمة معيشية مستفحلة لم تكن كذلك حتى في عز الحرب الأهلية، «فإما الرضوخ والاستسلام والهجرة، وإما الوقوف وقفة موحدة جامعة في وجه منظومة مستبدة دمرت البلاد، ولا تزال».  لذا فالخطوة الثالثة التي ستستكمل تلك التحركات ستكون إقامة نشاطات في المناطق، والمجموعات هي التي ستقرر استضافة الحدث وتأمين نجاحه، وقد تتشكل جبهات عدة لكن الهدف هو العنوان الواحد والتنظيم على أساس عامودي من الشمال الى الجنوب والى باقي المحافظات.