بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 آذار 2022 09:31ص نهاية النهايات: التاريخ والحرب الباردة

الجواب عن سؤال العالم إلى أين رهن عوامل عدة متحركة

صدام الحسابات والإرادات هو ما يقرر في ما بعد حرب بوتين على أوكرانيا (رويترز) صدام الحسابات والإرادات هو ما يقرر في ما بعد حرب بوتين على أوكرانيا (رويترز)
حجم الخط

السلاح النووي ليس لعبة تكتيكية. ومن يهدد به كخيار استراتيجي أخير يعرف أنه لا يستطيع استخدامه. وإذا ركب رأسه، فلن يرى اليوم التالي لإطلاق الرؤوس النووية. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلوح به في الأيام الأولى لغزو أوكرانيا بعدما صدمته الوقائع في ميدان الحرب والإرادة السياسية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. فمن حيث أراد بالحرب "تصحيح التاريخ"، أعاد القارة العجوز إلى التاريخ الذي استقالت منه بعد الحرب العالمية الثانية أو أقله بعد الحرب الباردة. ومن حيث استخدم القوة لمنع الغرب من مد "الناتو" إلى حدود روسيا ودفعه إلى التراجع عن نشر الأسلحة في الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي أو المعسكر الشرقي ودخلت نادي الحلف، جعل الدول الأوروبية تشعر بالحاجة أكثر من السابق إلى عضوية "الناتو". وما أقدم عليه كان مكتوباً على الجدار، فقبل سنوات قال بوتين بصراحة إن "انتهاء الحرب الباردة أنهى النقاش الأيديولوجي، لكن الجدل الجيوسياسي لم ينتهِ، لأن لكل الدول مصالحها الوطنية والقومية، وستكون القوة العسكرية أداة السياسة الخارجية، والسؤال هو "كيف تستخدم القوة؟". وهو استخدمها من قبل في الشيشان وفي جورجيا والقرم وسوريا، وربح. ويستخدمها اليوم في أوكرانيا، ويخشى أن يخسر.

ذلك أن هدفه الاستراتيجي هو التخلص من نتائج الحرب الباردة التي تصور ميخائيل غورباتشوف أنه شريك في ربحها، فأعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الأب أن الغرب ربحها. لا بل إن فرنسيس فوكوياما ذهب في الغلو إلى إعلان "نهاية التاريخ" بعد انهيار جدار برلين ثم الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة، عبر "سيادة الديمقراطية الليبرالية السياسية واقتصاد السوق الحرة". لكن ما سماه هيغل في القرن التاسع عشر "مكر التاريخ" غلب مقولة فوكوياما وأجبره على التراجع والاعتراف بأن "لا نهاية للتاريخ ما دام العلم الطبيعي لم ينتهِ" من دون أن يسلم بقول هيغل إن "التاريخ الكلي هو الحكم الأخير". وعلى كثرة الردود على فوكوياما، فإن الرد المعبر جاء من المفكر كيشور محبوباتي في الشرق الأقصى بالقول "نهاية التاريخ تعادل انتصار الغرب، وعودة التاريخ تعادل تراجع الغرب". ولم يكن من المفاجآت أن تتمسك كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي ثم وزيرة الخارجية أيام بوش الابن بقولها "أنا تلميذة التاريخ. ولو نظرت إلى الغرب في أعوام 1926 و1947 و1987 لرأيت أنه فاشل، لكنه ربح الحرب الباردة في النهاية".

السلاح النووي ليس لعبة تكتيكية. ومن يهدد به كخيار استراتيجي أخير يعرف أنه لا يستطيع استخدامه. وإذا ركب رأسه، فلن يرى اليوم التالي لإطلاق الرؤوس النووية. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلوح به في الأيام الأولى لغزو أوكرانيا بعدما صدمته الوقائع في ميدان الحرب والإرادة السياسية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. فمن حيث أراد بالحرب "تصحيح التاريخ"، أعاد القارة العجوز إلى التاريخ الذي استقالت منه بعد الحرب العالمية الثانية أو أقله بعد الحرب الباردة. ومن حيث استخدم القوة لمنع الغرب من مد "الناتو" إلى حدود روسيا ودفعه إلى التراجع عن نشر الأسلحة في الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي أو المعسكر الشرقي ودخلت نادي الحلف، جعل الدول الأوروبية تشعر بالحاجة أكثر من السابق إلى عضوية "الناتو". وما أقدم عليه كان مكتوباً على الجدار، فقبل سنوات قال بوتين بصراحة إن "انتهاء الحرب الباردة أنهى النقاش الأيديولوجي، لكن الجدل الجيوسياسي لم ينتهِ، لأن لكل الدول مصالحها الوطنية والقومية، وستكون القوة العسكرية أداة السياسة الخارجية، والسؤال هو "كيف تستخدم القوة؟". وهو استخدمها من قبل في الشيشان وفي جورجيا والقرم وسوريا، وربح. ويستخدمها اليوم في أوكرانيا، ويخشى أن يخسر.

ذلك أن هدفه الاستراتيجي هو التخلص من نتائج الحرب الباردة التي تصور ميخائيل غورباتشوف أنه شريك في ربحها، فأعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الأب أن الغرب ربحها. لا بل إن فرنسيس فوكوياما ذهب في الغلو إلى إعلان "نهاية التاريخ" بعد انهيار جدار برلين ثم الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة، عبر "سيادة الديمقراطية الليبرالية السياسية واقتصاد السوق الحرة". لكن ما سماه هيغل في القرن التاسع عشر "مكر التاريخ" غلب مقولة فوكوياما وأجبره على التراجع والاعتراف بأن "لا نهاية للتاريخ ما دام العلم الطبيعي لم ينتهِ" من دون أن يسلم بقول هيغل إن "التاريخ الكلي هو الحكم الأخير". وعلى كثرة الردود على فوكوياما، فإن الرد المعبر جاء من المفكر كيشور محبوباتي في الشرق الأقصى بالقول "نهاية التاريخ تعادل انتصار الغرب، وعودة التاريخ تعادل تراجع الغرب". ولم يكن من المفاجآت أن تتمسك كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي ثم وزيرة الخارجية أيام بوش الابن بقولها "أنا تلميذة التاريخ. ولو نظرت إلى الغرب في أعوام 1926 و1947 و1987 لرأيت أنه فاشل، لكنه ربح الحرب الباردة في النهاية".

المصدر: اندبندنت عربيّة